الجمعة 2024/4/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 36.95 مئويـة
عيون المدينة عسى أن تكون الوجوه القادمة أكثر نقاء ونزاهة وخبرة ..
عيون المدينة عسى أن تكون الوجوه القادمة أكثر نقاء ونزاهة وخبرة ..
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عزالدين المانع
النـص :

توقع بعض العراقيين الطيبين بعد سقوط النظام السابق مباشرة , إن العراق سيكون قمة في التطور العمراني والتقدم وارتفاع المستوى المعيشي لجميع أفراد الشعب , وامتصاص البطالة كليا والارتقاء بالمنظومة الكهربائية الوطنية إلى المستوى الذي يضاهي بها كافة منظومات دول الجوار وخلال فترة لا تتجاوز بضعة أشهر فقط .. وإن كل شيء سيكون على ما يرام .. مشاريع عمرانية عملاقة ومعالجة البنية التحتية والفوقية وإعادة بناء كل ما دمرته الحروب المتعاقبة , وغيرها من الآمال والأحلام والتوقعات المتفائلة والبيضاء جدا ..    جدا ..

ومن هذا المنطلق - صفق بعض البسطاء من الناس - للمحتل .. لأنه ( أسهم في أنقاذهم من بؤس النظام السابق ) ووعدهم بمستقبل مزدهر يليق ببلاد الرافدين ..

ومرت الأيام والأسابيع والأشهر .. وها هي السنة التاسعة عشرة على وشك الانتهاء وكل شيء باق على ما هو عليه , بل انحدارات متواصلة نحو الأسوأ ..

وتوالت أنباء ( العقود ) الخيالية التي أبرمت مع شركات عالمية بمليارات الدولارات , وراحت الدول المانحة تتحدث بأعلى الأصوات عن المبالغ الكبيرة جدا التي خصصتها ( للعراق الجديد ) ليعيد به بناء ما دمر , ويشيد صرحه الحضاري الجديد .. وإذا بأطلال البنايات الحكومية والمصانع والعمارات المدمرة ما زالت متثائبة وكئيبة , ينهشها الفقراء من الناس وبعض الطفيليين و ( الزمر الحواسمية ) , وراحوا يجردونها من كل ما تبقى فيها من مخلفات - ذات قيمة من أجهزة وأثاث وشبابيك وأبواب وأدوات صحية وكهربائية برغم تلوثها بإشعاعات الأسلحة التي استخدمت في قصفها وتدميرها , ليعاد تصنيعها وبيعها إلى الناس ضمن ما يباع من ( البالات ) المتدفقة من الخارج وهي موبوءة وغير صحية ..

وتحولت معظم الساحات والفضاءات الشاغرة إلى ( معارض ) لبيع وشراء سيارات ( المنفيست ) المعاقة , في وقت ما زالت فيه كافة شوارع وأزقة بغداد مليئة بالحفر والمطبات والنفايات , وما زالت شبكات المياه قديمة وناضحة والمجاري مغلقة والتخسفات تملأ كل شبر ..

وهكذا تواصلت الأمور بقيادة ( نخبة من المعارضين ) الذين جاؤوا على متون دبابات المحتل وتسلموا مقاليد الأمور وهم لا يمتلكون الخبرة ولا الكفاءة ولا الأمانة أو الحرص على موارد البلاد .. فانشغلوا في تقاسم الخيرات وتهريب ما فاق عن حدود ما حصدوه إلى خارج الحدود دون أن يمنحوا هذه البلاد التي آوتهم وأعادت احتضانهم بعض ما تستحقه من رعاية واهتمام وتطوير , ودون أن يعالجوا مشكلة البطالة ويزيلوا ظاهرة الاستجداء وانتشار المشردين والمتسربين من مدارسهم الخاوية من المقاعد والمستلزمات والرعاية ويمحوا ( خط الفقر ) من أرض السواد ..

والآن .. وبعد أن تم إجراء الانتخابات الأخيرة وتفاءل الناس بقدوم وجوه أكثر نقاء وأمانة وحرصا على إعادة بناء العراق ومعالجة تراكم السلبيات وإزالة بؤس البؤساء , إلا إن صراعات الوجوه الفاشلة على العودة إلى قيادة الأمور من جديد قد تعيدهم إلى مواقعهم من جديد , إلا أن يشاء الله .. فعسى أن تكون الوجوه القادمة أكثر جدارة ونزاهة وأمانة والتزاماً بتعهداتها لتصل بالعراق إلى شواطيء النعيم والأمان بسلام وتزيل عن أكتافه الهموم المتراكمة إن شاء الله ..

 

المشـاهدات 438   تاريخ الإضافـة 16/05/2022   رقم المحتوى 14341
أضف تقييـم