الأربعاء 2024/4/24 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 34.95 مئويـة
المخدرات تنذر بانهيار مجتمعي كبير
المخدرات تنذر بانهيار مجتمعي كبير
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب راهي الحاتم
النـص :

كان العراق حتى عام 2003، أرض ممر لعبور المخدرات دون أن يسجل نسب تعاطٍ وتجارة فيها بما يصل إلى مستوى التهديد والخطر، يوما بعد آخر تتفاقمت ظاهرة انتشار المخدرات في العراق حتى وصلت إلى تهديد صريح وصارخ ينذر بانهيار مجتمعي شبه كامل.وتتزايد المخاوف وحسب التصريحات الرسمية التي تؤكد أن نسب التعاطي ما بين شرائح الشباب بلغت مستويات كارثية كذلك ازدياد في اعداد طلبة الجامعات ومن الجنسين المتعاطين لهذا السم القاتل ان اي شخص وبحسب خبراء ومختصين في العقاقير والمواد السمية، يصبح متعاطيا بعض الأصناف من المخدرات مثل (الكريستال) مدمنا بعد نحو جرعتين فقط. ويقول مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، في تقرير أصدره في فبراير/شباط الماضي، إن مخدر الكريستال يعتبر الآن المخدر الأخطر والأكثر انتشارا في العراق، محذرا من أنه أصبح يُصنع سرا داخل العراق بعد أن كان يهرب سابقا من إيران. وفي تصريحات رسمية حكومية ، إن نسبة الشباب المتعاطين للمخدرات وصلت إلى 50%.هذا مما ينذر بكارثة تهدد المجتمع العراقي برمته ولعل انتعاش المخدرات في العراق وخاصة مدينة البصرة وذلك لقربها الجغرافي من إيران وعدم السيطرة على الحدود وسهولة وصولها للشباب والفئات الاخرى إضافة إلى رواجها بمكاسب خيالية للتجار المخدرات وسهولة رواجها  نتيجة ظروف البطالة التي خلفتها جائحة كورونا وخسارة كثير من الأعمال، أدى الى زيادة  معدل تجارة المخدرات ونسبة المتعاطين، كما انها سجلت أرقاماً صادمة لحالات الانتحار بسبب هذه السموم.ويرى اخصاصي الطب النفسي، أن انتشار مادة( الكريستال والصفر - واحد الكبتاغون) هي من أكثر المواد المحفزة إدماناً، كانت تستخدم في سوريا والعراق بوصفها محفزاً للمقاتلين، وحثهم على المزيد من العنف، والانفصال، والتعزيز الإدراكي، واليقظة في المواجهات القتالية، لكنها شاعت الآن بين المراهقين والشباب ذكوراً وإناثاً بسبب طبيعة الجيل المعاصر الذي يجمع بين القلق والعجالة في تصرفاته ولكن مع كل هذا هناك مشكلة متعلقة بالكشف عن المخدرات في المقاهي والكافيهات هي عدم امتلاك الجهات الأمنية الأجهزة الفنية الخاصة بالكشف الأولي، التي تعطي نتائج فورية، كما أن القضاء العراقي لا يعتمد على الأجهزة الفنية التي يطلق عليها (الكتات) التي تكشف المتعاطي للمخدرات، بل إنها تعمد على الطريقة القديمة، وهي الفحص في مختبرات الطب العدلي، والذي يستغرق من ثلاثة أيام إلى شهر ليتم إبلاغ الجهات الأمنية.تفتك المخدرات بصاحبها وتفقده هويته ودينه وواجبه تجاه مجتمعه، وعقوبة تعاطي المخدرات في القانون العراقي غير رادعة بشكل كافي نتيجة فساد بعض المؤسسات التي تشرف على كثير من الأمور وتفشي ظاهرة الفساد والرشوة التي تدخل في اغلب مصادر القرارات الرادعة والمحابات والتسويف هنا وهناك أدى الى افلات كبار تجار المخدرات من الخط الأول من العقوبة .بالإضافة إلى ذلك شاع في الآونة الأخيرة في الشارع العراقي مؤخرًا خبر تداول لعشبة مخدرة جديدة، لكن أنكر المسؤلون ذلك وأشاروا إلى أن العشبة المذكورة تزرع في أماكن فقيرة لا يعيش بها أشخاص وتتطاير مع الهواء فلا يجب للعراقيين القلق بشأنها.أن أعمال المخدرات وما يظهر للعيان من هجمة كبيرة على العراق من خلال تداولها وانتشار بين الشباب ماهي الا أعمال مدروسة وممنهجة للاطاحة بدور الشباب ببناء البلد كما حصل للصين في العقود الماضية من الزمن حولوا الصين الى بلد مخدرات لايقوى على ابسط الأمور وتخلف عن ركب الحضارة لسنين كثيرة ودخل بازمات متلاحقة ادت الى ان يعيش بسات دائم وسلبوا هويته ونهبوا ثرواتهم ومقدراتهم .العراق الآن يمر بنفس المراحل التي مرت بها الصين يسلبون ارادات الشباب ويعملون على نهب كل ثروات العراق وبمباركة العصابات السياسة التي تسيطر على زمام الأمور وتنفذ ما يصبون اليه ومصادرت العقول والابداع والبناء والقضاء على الارث الاجتماعي والحضاري للبلد والسير به للمجهول نتيجة تفشي ظاهرة المخدرات .

المشـاهدات 551   تاريخ الإضافـة 25/05/2022   رقم المحتوى 14444
أضف تقييـم