النـص : تفنن النحويون في أيجاد صيغ للجناس والطباق والمترادف من القول وهذا التفنن لم يكن ليحصل لولا غزارة وطواعية مفردات لغتنا العربية الجميلة في معانيها فكانت مرادفات عديدة وكثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر (لا ولا ) المأخوذة اصلا من قوله تعالى (يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية ) سورة النور الآية 35 وهكذا فإن المرادفات يؤتى بها للدلالة ولاختصار القول بها مثال ذلك قول على قول وهو معنى الحديث على حديث و(كم وكم ) للدلالة على أمور كثيرة مترادفة لكنها مختلفة في المعنى او بالضد منها ومثال ذلك (كم من صريح لم تفهمه العقول وكم من منافق كسب القلوب) وفي الوضع العراقي اليوم هناك الكثير من هذه الكم ومرادفاتها نسمعها ونقرأها على صفحات الصحف او على منصات التواصل الاجتماعي فلدينا والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه الكم الهائل من المستشارين وأصحاب الدرجات الخاصة الذين يكلفون ميزانية الدولة المليارات سنويا رواتب وامتيازات ومواكب سيارة وحرس وحمايات فالعراق الدولة الأولى في عدد وكلاء الوزارات وأصحاب الدرجات الخاصة. والعراق اليوم كذلك لديه كم هائل من تجار المخدرات .وحسب وزارة الداخلية فقط الذين تم إلقاء القبض عليهم لغاية شهر كانون الثاني الماضي 1300 تاجر مخدرات ولدينا كم كبير من جرائم الابتزاز الإلكتروني حسب رابطة القاضيات العراقيات فإن عدد الجرائم التي نظرتها المحاكم المختصة بالابتزاز الإلكتروني بلغت 2452 جريمة خلال هذا العام والعراق لديه أيضا كم هائل من المزورين والفاسدين والمرتشين وسراق المال العام والحمد لله فإن الدنيا ربيع والجو بديع من جميع النواحي فقد انهت الحكومات المتعاقبة ظاهرة البطالة وأزدادت فرص العمل فغزتنا العمالة الأجنبية ودارت عجلة الإنتاج الزراعي والصناعي فاكتفينا من كل شيء وما ينقصنا غير الخام والطعام ونحن اكثر دولة تستورد (واهلية وحامض حلو( ونحن ما زلنا نستورد الغاز من الدولة الجارة ونحرق غازنا المصاحب ونحن الدولة الوحيدة في العالم التي أصبحت فيها الدكة العشائرية بديلا عن القانون وبس لا يجيني واحد ويكلي حضر عمامك شلون تحجي عالدكة العشائرية .!! ولله في خلقه شؤون..
|