يبدوان ظاهرة انتشار المخدرات راحت تتسع وتمتد بين صفوف الشباب والعاطلين في معظم مدن العراق واحيائها ودهاليزها الشعبية .. وبرغم قيام الاجهزة المعنية بوزارة الداخلية وجهاز الامن الوطني بعمليات نوعية وشبه يومية لملاحقتها واستئصالها والقيام بالقاء القبض على عدد كبير من تجار ومروجي هذه الجائحة الخطيرة الا انها لاتزال تتصاعد بشكل ملفت وان التقارير كشفت ان حجم التعاطي بين شرائح الشباب بلغ مستويات عالية وخاصة بين طلاب الجامعات والمدارس الثانوية وجميع العاطلين عن العمل..

وكشف ناطق باسم مفوضية حقوق الانسان ان نسبة الادمان قد تصل الى 50 % بين الشباب حيث يتواجد افراد العصابات المروجين والمتاجرين بهذه السموم في جميع مناطق العراق مؤخراً وليس في منطقة محددة.. وان بعض المعنيين في جهاز الامن الوطني يؤكدون ان حوالي 70 % منها في الاحياء الفقيرة والمناطق التي تكثر فيها البطالة وغيرها من المشاكل الاجتماعية..

ولابد من الاعتراف هنا بأن القوانين العراقية وافية بشأن التعاطي والمتاجرة بالمخدرات الا ان اتساع هذه الظاهرة تستوجب اعداد كادر مؤهل لتنفيذ تلك القوانين وقادر على ردع المتاجرين والمروجين لهذه الافة فضلاً عن دعم وزارة الصحة لتوفير المصحات اللازمة لمعالجة المدمنين والمتعاطين وهذا يعني ان لابد ان يكون هناك عمل تنفيذي متكامل وان تكون المتابعة يومية وتشكيل كادر متدرب ومؤهل وكبير للقيام بهذه المهمة وان ترافق هذه الحملات والمهمات المشتركة حملات توعوية واعلامية قادرة على اقناع الشباب والعاطلين بعدم الوقوع بين كماشة هذه الجرائم التي راحت تهدد المجتمع والسلم الاهلي وتروج لانتشار جميع انواع الرذيلة والافكار المنحرفة والشاذة ..

ولابد من الاشارة هنا الى العوامل الاخرى المؤثرة لدفع الشباب نحو المخدرات وفي مقدمتها العنف الاسري كتعنيف الاب والام لابنائهم والابتعاد عنهم اضافة لاى تصعيد الخلافات الزوجية وانتشار ظاهرة الطلاق والحالة الاقتصادية المتردية وما تروجه بعض قنوات التواصل المشبوهة من برامج وفيديوات مدبرة ومقصودة لتفتيت اواصر المجتمع واسقاط الجيل في بؤر الانحراف والانحطاط الخلقي والادمان .. وهذا بعض ما حصدناه من الربيع العربي المشؤوم.