يقول علم الوراثة ان الجينات الوراثية تنتقل من الأعلى الى الأدنى  بصورة عامة الا في حالات استثنائيةخو نو و ن م ن ن و  وهذه تسمى بالطفرة الوراثية والتي تظهر فيها صفات وراثية تختلف عن الحالة الاعتيادية وفي حياة العراقيين ضمن التاريخ الحديث للعراق منذ الاحتلال البريطاني  للعراق في مطلع القرن الماضي  نجد ان المحتل البريطاني  قد تحرك على عوائل محددة في شمال ووسط وجنوب  العراق ليكونوا اعوانا لهم  لتحسين وجه المحتل وتلميع صورته  مقابل تقديم الخدمات لهم بما جعل هذه العوائل   مشوهة السمعة باعتبارها عملاء المحتل واذنابه  رغم ان المحتل البريطاني قد اغدق عليهم بالكثير من الهبات والالقاب واقطعهم مساحات واسعة من الأراضي ونصب الكثير منهم شيوخا  نكاية بالشيوخ الأصليين الذين لم يهادنوا المحتل وحاربوا وجوده في ثورة العشرين التحررية التي تمر اليوم ذكراها الثانية بعد المائة  والتي سجل فيها العراقيون بطولات خالدة لازلنا نذكرها  بفخر واعتزاز.

والملاحظة ان هذه العوائل والتي سجلت تاريخيا أنها كانت موالية للمحتل البريطاني في عشرينيات القرن الماضي ظهر احفادهم  عند دخول الغزاة والمحتلين الامريكان والبريطانيين على نفس صفات الخيانة والولاء للاجنبي فقد تحرك المحتل في مرحلة التحضير للغزو على  هذه العوائل فكان الكثير منهم على استعداد للتعاون وتقديم الخدمات  فكان ان تقدمت هذه العوائل رغم الوصمة  السابقة التي لم تفارق تاريخ عوائلهم فكانوا أيضا ادوات للمحتل في تنفيذ سياسته بعد العام 2003.

 واذا كان ذلك الجانب المظلم لعملاء المحتل قديما وحديثا فالجانب المضيء هو اوسع واشمل ويصح ان يكون عنوانا لكل عراقي غيور  فمن ومضات المواقف المشرفة لثورة العشرين أنها سجلت مواقف العراقيين الشرفاء بمداد من نور  ولازال الأحفاد يتغنون بتلك المواقف ولازلوا يرددون اهزوجة عبدالواحد ال سكر عندما رأى الطائرة البريطانيه تحوم فوق مضيفه فقال (يالترعد بالجو هز غيري) وذاك شعلان ابو الجون شيخ الظوالم  يهزج بأبناء عشيرته (حل فرض الخامس كومولة) اي فرض الجهاد ضد المحتل.

وذلك الشيخ  شعلان العطية  الذي رد على استهزاء القائد البريطاني بأنه مصاب بمرض الرعاش فرد عليه (ارعش ما ارعش هاذ انة ) وهو يشير إلى أبناء عشيرته وليس ببعيد عنه عندما اهزج الشيخ شخير الهيمص  وهو شيخ البو سلطان الزبيدي (احنة الخطينة الملعب واحنة النلعب بيه)واذا كانت هذه اهازيج الرجال فقد سجلت الذاكرة  العراقية صورا خالدة في وقائع الثورة فهذه أفطيمة الظالمية التي نعوا لها استشهاد ولدها فما اهتزت فقال لها النسوة (جن لا هزيتي ولوليتي)  ؟ فأجابتهن  ( هزيت  ولوليت لهذا)  وتلك عفتة بنت صويلح التي أسر ولدها فقالت( بسلا يتعذر موش انة) فجاءها صوت ابنها  (حطوني بحلكة وكلت أنة) اي وضعوني في فوهة المدفع ولم اخف. وهنا لنتصور الفرق بين موقف من ساعد المحتل وأصبح ذيلا له وبين من حارب المحتل ووقف ندا له ولسياسته بين خزي الموقف وشرفه بين ان يمشي أحفاد أولئك منكسي الرؤوس ويمشي أحفاد هؤلاء  مرفوعي الرؤوس ولهذا فإن المثل القائل (الكوم ولد الكوم والمعنة سوة) يصح في الحالتين  فهنيئا لمن يسجل موقفا  وطنيا خالصا لأبنائه  واحفاده وان يكون في خانة الوطن لا في خانة اعدائه .

ورحم الله شاعر ثورة العشرين عبد السادة الكصاد القائل:

((بعــنا رجالنا آلمـا تنشرة بـفلـوس   

فتنة على الطواب وغنتنه الطـوس 

عـدنه شـهود كـثر شراحتنه نفوس

يسبـاع الـدنية شلهـــنومة))