النـص : بين الحين و الحين ، ودأباً على رسائل صوتيّة متواصلة ، و متبادلة كان و لم يزل المعلم الإفلاطوني الكبير الموسيقار" فاروق هلال " يتحفني بها ، منذ تأريخ يعود إلى منتصف العام/2020 ، وحتى يوم كتابة هذا المقال ، سيغدو من الصعب الإلحاق و الإمساك بواجد ِ ما جاءت تجود به تلك الجواهر المُعمّدة بينابيع خبرة الحياة إلى جنب خوالص ما تنحتّهُ الفنون الساميّة والنبيلة في أعماق وأحاسيس نفوس المؤمنين به قدرأً و إختياراً روحيّا و أبديّاً ، كما الهلال فاروق ، عبر صوادق و صوادح ما أنجزَ و أعتلى بثقة و زهو رصين منصّات وجوه الدائم والأثير مطرباً و ملّحناً ومربيّاً - نموذجيّاً - جليلاً و مكتشفاً عبقريّاً بارعاً وفارزاً للجميل و المبدع من أصوات التي صقلتها الموهبة و عمّقتها الثقافة ، ومثلما لا يمكن فصل اللهب عن النار، لا يمكن فصل " فاروق" الفنّان عن " فاروق " المثقف بإطاره و تنسيقه المجتمعي أو العضوي بحسب مصطلح للمُفكّر الايطالي الشهير "غرامشي"، تدّنو الرسائل الصوتيّة التي خصنّي عبر جهازه " الواتساب " من القاهرة حيث يُقيم ، فضلاً عما يُرافقها – أحياناً- من رسائل مكتوبة على شاشة هاتفه لتلامس - تلك الدرّر- و تغور في مسامات و فتحات أشدّ المواضيع و الرؤى و الأفكار عمقاً وأهميةً ، تفيض و تتبلّور مع ذكرياته و ما ترشّح من خبرته من ذخائر على منوال طول و عرض سنوات حياته الخصبة و المثمرة و الثمينة، رسائل ما فتئت تناقش قضايا غارقة بمفاهيم الشعر بشقيّه العامودي و نواحي الحُرّ و المنثور ، وكيف يجب أن تُلّحن و تًصاغ القصائد لتتّغرد بها تصدح رقراقةً ، رخيمة و عذبة في حناجر وأصوات المطربين ، ويعزو " الهلال فاروق " كل ذلك إلى أهميّة و دور التجلّيات و نوازعها في ترسيخ دعائم المواهب و المَلكات، وكيف لها أن تصنع و تصوغ تجسيداتها السمعيّة و الوجدانية شعرا و موسيقى و غناءً يمنح الروح وجوداً مختلفاً ، كما و لا ينفك يُفكر بموضوع الغور و الغوص في فضاءات التأمل و الإنشغال بالفكر، بعيداً عن غرور القلب ، وصرامة العقل ، و بما يقترب و يتوافق - إيضاً- مع طروحات " غرامشي " فيما يطلق عليه بتشاؤم العقل و تفاؤل الإرادة ، في وقتٍ يَعلن فيه الهلال عن رأي يتعلق بمديات جمود حدود الطموح أمام فضاءات التجلّيات، و الذي يرى فيه الافق و المدى و السمو ، لا الخضوع للغرائز و الدسائس و الحقد و المكر و داء النرجسيّة المميت ، فهي كلها مدافن للمواهب و قتل للقابليات .
Hasanhameed2000@yahoo.com
|