الجمعة 2024/4/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 35.95 مئويـة
التورّم الفقهي الذي إنفجر...والتورم الأدبي الذي ينتظر!
التورّم الفقهي الذي إنفجر...والتورم الأدبي الذي ينتظر!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عبدالهادي البابي
النـص :

جزء من مداخلتي على أمسية الشاعر والمترجم النجفي الأستاذ كاظم العبادي التي أقامها له نادي الكتاب في كربلاء عصر اليوم الأربعاء وقدمها الروائي الأستاذ خالد مهدي الشمري : قلت فيها : قبل أكثر من أربعين عاماً قال المفكر الشهيد محمد باقر الصدر محذراً : إن الفقه في النجف أخذ يتورم وينتفخ بشكل غير مسبوق ولم يبق أمامه سوى الإنفجار..!!وفعلاً حدث ذلك الإنفجار بعد 2003 حيث توّسع الفقه بشكل عجيب يعد أن عمل به غير المختصين من مؤلفين وباحثين ليس لهم هم سوى رغبة التأليف والكتابة وركوب الموجة والتنافس على إنتاج (الكم دون النوع) فقط .. فجائت المادة الفقهية الجديدة وهي خالية من كل قيمة علمية معتبرة لإنها لم تخضع للضوابط والشروط والتقاليد الحوزوية المعمول بها في حوزة النجف منذ تأسيسها قبل ألف سنة خلت ..وكانت النتيجة أن عمت الفوضى في الأوساط الحوزوية وأُهملت عشرات الآلاف من الكتب الفقهية التي تم تأليفها بعد تلك الحقبة حيث لم يهتم بها أحد ولم يطالعها ويتابعها حتى طلبة الحوزات العلمية أنفسهم ..فبقيت تلك الكتب مكدسة ومركونة في زوايا المكتبات الخاصة والعامة وفي الجوامع والحسينيات والبيوت لايقرأها ولايهتم بها أحد ..ولم يبق من الفقه المعمول به اليوم سوى الفتاوى الشرعية المهمة التي تصدر من (مراجع الدين الكبار) يتداولها الناس لمعرفة تكاليفهم الشرعية للإطمئنان على صحة عباداتهم ومعاملاتهم..! واليوم نشهد نفس ذلك التورم والإنتفاخ قد أصاب هذه المرة ساحتنا الأدبية والثقافية ..فبعد أن كنا قبل عقود نسمع عن صدور ديوان شعري أو قصة أو كتاب ثقافي كل خمس سنوات أو نسمع عن قصيدة واحدة كل عام للجواهري أوالسياب أو نازك الملائكة فنبقى نرددها في المقاهي والمدارس والأسواق..نتداولها بعشق ونتغنى بها ونحفظها عن ظهر قلب ..ولكن بعد 2003 وعندما أستفاد الجميع من فسحة الحرية والتعبير والطباعة ورفعت القيود والمراقبة الصارمة عن جميع المطبوعات ولكثرة ماطرح من نتاج أدبي إن كان شعراً أو رواية أو قصة أو نقداً أصبحنا نعيش فوضى أدبية عارمة بسبب كثرة المطبوعات التي أغلبها لارأس لها ولاقدم ..وهذه الفوضى ستؤدي حتماً الى الإنفجار والتلاشي وضياع الجهود وفقدان القيمة الأساسية من طبع الكتب وكثرتها الكاثرة ، حيث أن (أغلب) محتويات تلك النتاجات الأدبية والثقافية لاتتعدى معرفة مؤلفها بها على أقل تقدير ربما قد ينشرها على صفحته مرة واحدة أو يقام له حفل توقيع مجاملاتي (خاص) مرة واحدة وبعدها ينتهي كل شيء ..وبالنتيجة تبقى تلك الكتب من دواوين وقصص وروايات رهينة المكتبات والرفوف وحبيسة الأوراق والأغلفة لايطالعها أحد ولا يعرف عنها أحد ولايعبأ بها أحد ..وبالتالي لايبقى لها أي فعل تنويري أدبي أو ثقافي على مستقبل أجيالنا..!ومن حقنا هنا أن نوجه السؤال الى جميع الزملاء القائمين على الشأن الثقافي والأدبي في العراق : ماهي الطريقة الناجحة والوسيلة المضمونة لوقف هذه الفوضى وهذا الكم الهائل الذي أطلق عليه البعض (الإسهال الثقافي) من مطبوعات وكتب وإصدارات جديدة والعمل على فرزها وتنقيتها وضبطها مما علق بها من غث وسقيم ووضعها في مكانها الصحيح في المؤسسات الثقافية والمراكز الأدبية والمدارس والجامعات ووسائل التعريف والطباعة الجيدة حتى نقول ونفتخر بإننا أنتجنا أدباً وشعراً وفكراً وضاءاً بعد 2003 ..؟؟؟

المشـاهدات 306   تاريخ الإضافـة 02/07/2022   رقم المحتوى 14848
أضف تقييـم