النـص : يؤكد المتتبعون لاحوال العراق بعد الاحتلال والسقوط ان اكثر من ( منظمة ) او ( جمعية ) تاسست لتنظيم عمل المستجدين وتدريبهم على فنون ( الاستجداء ) وامهر الوسائل لكسب شفقة المواطنين وعطفهم ، وتوزيعهم على المناطق التجارية والتقاطعات ونقاط السيطرة المكتظة بالمركبات والمواطنين وقرب المراقد المقدسة والجوامع ، واخيرا بالتجول عند غروب الشمس داخل الاحياء !!
ولا شك .. ان انتشار المستجدين بهذا الشكل الممسرح والمنظم والواسع يؤكد وجود ( عقول مدبرة ) تدير شؤون هذه ( المهنة ) المدرة للارباح وغير الخاضعة لاية رقابة او ضريبة ، وان وراءها يقف ( مخرجون ) متمرسون وماهرون في فن الاخراج والتمثيل ومتخصصون بفن ( المكياج ) ويمتلكون ( الكفاءة والمقدرة ) على اظهار الزمر المنضوية في دهاليزهم واقبيتهم من الرجال والنساء والاطفال بمظهر المعاقين والمصابين بعاهات وبملابس رثة وممزقة ويجيدون ذرف الدموع عند الحاجة !!
وبرغم اعلان الاجهزة المعنية بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية المتكرر بين الحين والاخر عن القيام باتخاذ الاجراءات القانونية الرادعة للحد من هذه الظاهرة السلبية التي استفحلت وبشكل تجاوز كل الحدود المالوفة في البلدان الفقيرة والبائسة اجزم ان ما تقوم به من اجراءات هي مجرد ( هبّات شكلية ) وموسمية لم تستطع ان تحد من هذه الظاهرة او تحول دون تكرارها !!
ان أنجع الوسائل لمعالجة ظاهرة التسول لا بد ان تكون متواصلة وبتعاون كافة الاجهزة المعنية بالمعالجة وترحيل الوافدين منهم من دول الجوار وعدم اتاحة الفرصة لعودتهم بحجة الزيارة او السياحة ، وان لا يكون هذا التعاون موسميا ـ كما يحصل الان ـ لان المرونة في اتخاذ الاجراءات القانونية تمهد الدرب لعودة هؤلاء المحترفين باساليب مبتكرة ونشاط وحماس وقدرة على الافلات من قبضة القانون وهذا ما لا يتمناه المعنيون باجتثاث هذه الافات غير الحضارية والمرفوضة !!
|