الخميس 2024/3/28 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 21.95 مئويـة
صدمات نحو التغيير
صدمات نحو التغيير
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب ا.د.جهاد كاظم العكيلي
النـص :

عندما يتوقف قلب المريض، يلجأ الطبيب بإستخدام إسلوب الصدمة الكهربائية في محاولة لإستعادة نبض القلب للقيام بوظيفته في الجسم، فأسلوب الصدمات الكهربائية، هو ما يقره الطب لإحياء الإنسان ..أما علي صعيد السياسة التي يتم التعامل بها مع أفراد ومجتمع، فعندما تُشل حركة المجتمع أو تتعطل بسبب النظام السياسي السائد في البلاد الذي يُعلن عن موته في قيادة وإدارة البلاد، لم يكن سبيل للعلاج وإصلاح الوضع غير إستخدام إسلوب الصدمات السياسية وليست الطبية، ذلك أن التغيير عبر الصدمات يكون تدريجيا .. وهذا ما يؤمن به صُناع السياسة في العراق من خارجه طبعا وليس من داخل نظامه المُعطل ..وتشير القراءات الحالية للوضع العراقي الشائك أن صدمات التغيير ستتوالى على النظام ورموزه السياسية لكنها ستتم على طريقة الربط على التوالي، أي أن أحدهم يسحب الآخر بحسب أهميتهما وإنتشارهما في المجتمع، وهذا ما يَعد له صناع الإحتلال في العراق الذين يتحملون المسؤولية الكبرى على ما يحدث منذ عام ٢٠٠٣، ولكن كيف سيكون ذلك؟ ..وهذ سؤال ربما يكون مُحيرا للقراء والمهمتين في الشأن العام .. فمن يُجيد قراءة سياسة الدول الكبرى سوف يجد أجوبة من خلال تجارب هذه الدول عبر تأريخها الطويل في فرض السيطرة والهيمنة على مُقدرات الشعوب وخيراتها ..وهذه الدول تُجيد فن التلاعب على كل الأطراف المشتركة في نظام الحكم، وهي تعرف كيف تحدد فترات كل فئة او طرف مُساهم في لعبة السياسة لإنهاك الشعوب وبلدانهم .. وفي العراق ربما طال أمد هذه اللعبة لعقدين من الزمن والتي افقدت مصداقية الأطراف او الأنظمة السياسة في الحكم، فبدأت القوى الخارجية بصدمات الموت نحو تغيير هذه الأنظمة وبشكل جديد يتقبله الشعب تدريجيا، وعندها تنطوي صفحات أحزاب ورموز لعبت دورا كبيرا في العراق، لكن السؤال يبقى معلقا ..   وهل أن ما يأتي بعد الصدمات هو طريق للإنقاذ او فيه بارقة أمل للعراق والعراقيين، مثل توفير الكهرباء والخدمات ومعالجة حالة التردي للنهوض بالعراق ..التجارب  تُشير أن الغرب لا يُفكر إلا بمصالحة، أما حقوق الشعوب وتقرير مصيرها في إستخدام ثرواتها نحو تحقيق رفاهيتها، فهي خطوط حمراء لا يُسمح  لأحد عبورها ..

المشـاهدات 510   تاريخ الإضافـة 30/07/2022   رقم المحتوى 14897
أضف تقييـم