الأربعاء 2024/4/24 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 32.95 مئويـة
الأسرة بين الماضي والحاضر
الأسرة بين الماضي والحاضر
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب خالد القيسي
النـص :

بما أن العائلة تشكل اللبنة الاساسية في بناء الصرح الاجتماعي بكل تكويناته، وعملية ذلك البناء لا يأتي بالأمر الهين، ويبقى خاضعا لمسألة تتابعية عبر مراحل زمنية يشترط بتوافر البيئة الآمنة المناسبة، مع توافر ورعاية مختلف المؤسسات العامة الرئيسة، ومن أبرزها التربوية والإعلامية، لذا ينبغي الاحتكام لمقاربة تتناول الفرق بين الأسرة في الماضي والحاضر؟من الطبيعي عندما نتناول بجانب من السرد المتعلق بالعوامل المتحكمة بالأسرة سابقا وحاضرا، أن نحدد الواقع التربوي والتعليمي والثقافي، وأيضا تأثيرات مؤسسة الاعلام ومدى وصولها للأسرة، ذلك جعلنا امام فروقات جوهرية، ففي الماضي كانت الاسرة تحظى بجانب من الاستقرار النفسي والقناعة مع توافر فرص التعليم بشكل إيجابي ورعاية لبقية المؤسسات، فكانت الأسرة عنوان نجاح المجتمع وسر ديمومة استقرار الوضع العام، ومن مؤشراتها قلة الجريمة المحددة بأنماط سلوك مكشوفة ومشخصة من قبل المؤسسات القانونية والأمنية، وربما كان لمؤسسة الاعلام تأثيرا بسيطا لكن يمكن ان نميز جوانب مشرقة منه تتعلق بالبرامج التلفازية والاذاعية التربوية وبرامج البناء الفكري للطفولة والمرأة، فكانت بسبب ضبط واقع الأسرة وقربها كمؤسسة من مؤسسات الدولة، أن تظهر لنا أجيال في السابق منتجين ومتطلعين ولديهم طموحات كبيرة في بناء الحياة الاجتماعية.وأما ما يتعلق بواقع الاسرة في الوقت الحاضر فأن الصورة تبدو قاتمة لأنها مؤسسة تعاني خللا بل وشلل تام يتحكم بأداء المؤسسات الأخرى مثل التربوية والتعليمية والقانونية والاقتصادية، اما بشأن مؤسسة الاعلام فقد أصبحت غير فاعلة وتفتقر لبرامج المساعدة ببناء الاسرة، مع الانفتاح على السوشال ميديا في وقت لم يكن الانسان سواء في العراق او بلدان المنطقة العربية وما يجاورها مهيأ لمسايرة الضخ المعلوماتي الخطير على الاستقرار النفسي، لذلك وقعت الاسرة في الغالب باشكالات نفسية واجتماعية عدة، وتعرضت منظومة القيم الى استهداف في الصميم واحلال نموذج ثقافي غريب على الأسرة التي واجهت تحديات كبيرة منها ازدياد نسبة الجريمة وتعدد نوعيتها وفقا لما يتعلمه المتلقي من أفكار عبر السوشال ميديا التي هي من المؤكد منصات قدمت خدمة جليلة للإنسان، لكن بغياب الوعي تتحول لعامل هدم.لقد غابت مؤسسات الدولة عن واجباتها وأصبحت الاسرة كمؤسسة أولية منتج أجيال كثير منهم من ضحايا المخدرات والفساد والتحلل من القيم والتقاليد الاجتماعية، ومن الأمور التي يتخوف منها خبراء المجتمع أن الاسرة فقدت البوصلة على أفرادها وتحول كثير من العائلات الى مفككة فاقدة لكل عوامل الاندماج الاجتماعي.لذا الفرق كبير بين عائلة الأمس المتماسكة التي تقرأ الكتاب بثقافة ووعي واستقرار، وتتلقى نصا إعلاميا هادفا، عن عائلة تواجه الضباب ونفايات السوشال ميديا التي اعاقت كثيرا من عقول الشباب وافترستها.

المشـاهدات 841   تاريخ الإضافـة 31/07/2022   رقم المحتوى 14904
أضف تقييـم