الجمعة 2024/3/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 15.95 مئويـة
تقاسيم على الهامش (( صفحات التواصل والطارئون على الثقافة والابداع .. !!))
تقاسيم على الهامش (( صفحات التواصل والطارئون على الثقافة والابداع .. !!))
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عبدالسادة البصري
النـص :

ربّما سيغضب بعض الاصدقاء وغيرهم ، وسيتفزّهم حديثي ، وربما يشتمونني ويحذفون صداقتي ، وربما .... لكن كلمة الحق لابدّ ان تقال !! كلمّا حاولتُ أن أكتبَ في هذا الموضوع الذي يشغلني والكثير من أقراني الذين يؤلمهم حقاً ما يجري في الساحة الثقافية من أمور تأخذ طرائق شتى  ومسمّياتٍ عديدة ، أُرجئ الكتابة إلى ما بعد وأقول :ــ مالي وللناس في أهوائهم  ؟!

لكنني أعاود الهمّة في الكتابة لحظة إذ أقرأ منشوراً هنا وآخر هناك يخلوان من أبسط مقومات الجنس الذي كُتِبا فيه ، وتحديداً الشعر ، وبالذات قصيدة النثر ، هذا النوع من الكتابة المبتلية بكلّ مَنْ هبَّ ودب !!

الفيسبوك ــ أو صفحات التواصل الاجتماعي ــ جعلت الكثيرين ممن لا همَّ لهم ولا موهبة في ميدان الإبداع الشعري تحديداً ، يلجون من بوّابتها ، لينشروا هنا وهناك ما يُقرف النفوس ويوجع القلوب بكثرة الأخطاء النحوية والإملائية ، بل والسرقات من هذا المبدع وذاك ، بالاضافة الى ركاكة الاسلوب واللغة وبساطة الفكرة والمعنى !!

كما امتلأت بالألقاب والأسماء والصفات التي ما انزل الله بها من سلطان ،، الألقاب الشعرية والروائية والإعلامية ، إضافة إلى المؤسسات الافتراضية التي تمنح الدروع والشهادات والألقاب وتقدّم الدعوات والزيارات لهذا البلد وذاك  بلا أدنى تقدير للكلمة وما تعنيه !!

( أتعرف ما تعني الكلمة ؟! ) هذا ما قاله الراحل عبد الرحمن الشرقاوي في مسرحيته ذائعة الصيت ( الحسين ثائراً وشهيداً ) ،، للكلمة حُرمة كبيرة علينا أن نعيها ونعطيها حقّها ، لا أن نجعلها علكة على لسان الطارئين والمتحذلقين والباحثين عن وجاهة بلا أدنى حياء !!

صفحات التواصل هذه ، منحتهم إيّاها بلا رقيب أو حسيب ، فالشاعر الفلاني والإعلامي العلّاني والكاتب الألمعي وووو ، إضافة إلى الشهادات التي تُمنح بلا أي تقدير لما تعنيه الشهادة هذه ، كونها في الأدب أو الفن أو الإعلام ...!

سؤال يتبادر الى أذهان الجميع :ــ على أي معيار مُنحت هذه الشهادة وذاك اللقب وتلك الدعوة  ؟!

إذا كان على معيار الفيسبوك ، هذا الفضاء الافتراضي المليء بالشوائب والادّعاءات والكذب والنفاق فلنقرأ على الإبداع السلام ؟!!

وإذا كان على معيار الصداقة والاخوانيات وشيلني واشيلك فيا لبؤس هذه الشهادات وتلك الألقاب والمهرجانات والزيارات  ؟!

علينا أن نعي تماماً أن صفحات التواصل لن تخلق مبدعا في أي مجال من مجالات الإبداع مهما طال الزمان أو قصر ، ومهما كثرت الشهادات  والسفرات وعلت الألقاب !!

لا النشر المليء بالأخطاء والخالي من الفكر والخَلق الإبداعي يخلق شاعراً أو كاتباً أو إعلاميا ، ولا آلاف الاعجابات والتعليقات التي تؤشر لهذا وذاك  ولا حتى القراءة في هذا المحفل وتلك البلاد أيضا !!

لم أتطرق لهذا الموضوع لولا حرصي الكبير على الثقافة بشكل عام ، والإبداع الأدبي ( الشعر وقصيدة النثر والرواية ) بشكل خاص ، لكثرة ما أقرأ وأسمع من الذين أخذوا يتزاحمون على أبواب الروابط والمنتديات الثقافية حاملين كتبهم التي أصدروها بعد جمعهم لما ( شخبطوه ) على صفحات التواصل متوهمينه شعراً حقيقياً أو سرداً روائيا أو نقدا ينتمي لمدرسة ما  بفضل غياب النقد الحقيقي والموضوعي لهم !!

أتمنى أن يأخذوا بنصيحتي ويعيدوا حساباتهم ويواصلوا القراءة والتعليم ، حيث أنهم سيفهمون حينها حقيقة ما أقول ، وعندها يبدءوا بكتابة الشعر إذا كانت ثمة موهبة حقيقية لديهم كانت نائمة وصحت بعد السبعين !!

الموهبة  كالبذرة ، تنمو شيئا فشيئا منذ لحظة الولادة الأولى وتكبر كلما سُقيت وصُقلت بالقراءة والمتابعة والتواصل الحقيقي في هذا المجال أو ذاك ، لا أن تأتي بغتةً دون سابق إنذار أو في خريف العمر !!!

 

المشـاهدات 822   تاريخ الإضافـة 31/07/2022   رقم المحتوى 14905
أضف تقييـم