تظاهر انصار الإطار التنسيقي امام بوابة المنطقة الخضراء جهة الجسر المعلق بعد دعوة وجهتها لهم اللجنة التنظيمية لحماية الشرعية وهي خطوة توازي تظاهرات انصار التيار الصدري في الجانب الآخر من المنطقة لتشكل مشهداً معقداً استخدم فيه طرفان سياسيان ورقة الشارع لتحقيق اهداف سياسية مع التقاطع الحاد في اهداف كل طرف.

استخدام ورقة الشارع سياسياً هو نتاج شح الحلول بعد ان عجزت الآليات الدستورية والديمقراطية عن اعادة رسم الخارطة السياسية جراء النتائج المفاجئة للانتخابات التشريعية وهو ما لا تنتبه له او تحتسب كل الاطراف التي طالما طالها هذا العجز وتسبب لها بخسائر سواء بحجمها الانتخابي وبثقلها السياسي ولفرص التمثيل التي تستحقها عملياً ، والشارع وان يمثل عامل ضغط مهماً جداً لكنه لن يأتي دائماً بحلول ونتائج مرضية للجميع فالاطاريون الذين اوصلوا رسالتهم الاحتجاجية بالامس وهي معروفة وواضحة يريدون من خلالها الابقاء على المسارات الحالية المتبعة في انجاز الاستحقاقات الدستورية بتجاهل كبير لحجم ودور التيار الصدري الذي وجد نفسه يتحول من رابح كبير الى خاسر كبير بسبب ما وضع امامه من عراقيل حالت دون المضي بمشروعه فما كان منه الا استخدام عمقه الشعبي ليفرض شروطه ويوقف غريمه من التمتع بما سلبه منه وبذلك وضع الجميع امام خيارات صعبة ، فعطل البرلمان بالاعتصام ورفع سقف المطالب الى مستوى تغيير النظام وتعديل الدستور وانهاء التبعية وهذه مطالب تحتاج ارادة سياسية جادة يبدو انها لا تتوفر لدى الكثير من اطراف العملية السياسية ، مما يجعلها صعبة التنفيذ وتحتاج الى توقيتات زمنية طويلة اضافة للحاجة الفعلية لخطة واضحة المعالم ومقبولة وموضوعية اي قابلة للتحقيق وهذا لا يتم الا بالاتفاق بين الجميع في عقد وطني جديد.

ما حدث بالامس يؤكد ان الطرفين غير راغبين بتطور الخلاف السياسي بينهما الى صدام مسلح لانهما يدركان أثر سفك الدم وما سيترتب عليه وهو أمر في غاية الاهمية ، لان انزلاق الاحداث الى نهايات حادة لها ثمنها الباهض وهو ما يدركه الجميع ويعمل على تجنبه قدر الامكان وفي ذلك حكمة وصمام امان نعول عليه.