الثلاثاء 2024/4/23 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 27.95 مئويـة
الطف ... الذاكرة و الخلود
الطف ... الذاكرة و الخلود
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب حسن عبدالحميد
النـص :

    بسطوع نبراس ملحمة " الطف" وعنفوان ألقاها  نجدنا - على كل حين - نشحذ ذواكرنا  مستقرئين عِبرها وعميق دورسها  من حيث كونها ملحمة نادرة وفريدة ، ليس في تأريخ الإسلام فحسب ،بل في عموم البشرية ، متجسّدةً  بإستشهاد الإمام الحسين "ع" رمزاً و زهوِ خلودٍ، ونبل معانِ أضحت تتوافد و تزهر كلما تقادم عليها الزمن ، بها و منها تتخذ  الدلالة  معنى العبارة باتساع عمق الرؤيا وتواصلها صوب كل وسائل التعبير " شعراً / رسماً / نحتاً / وموسيقى" ثم باقي خواص  التعبير و محافل التجسيد التي تعادل محاولات إعادة حق الشيىء من خلال النسخ ، تترآى لنا  فصاحة سؤال المفكر الكبير" هادي العلوي" عبر مقولته  : " ما جدوى الروح ...إن لم تسكن في فوهة بركان ؟! " قاطعاً بذلك كل مسافات  الطريق المؤدي  نحو تلك  البديهيات  من المواقف وبساطة التفكير بقيمة الحياة والوجود خلاف ما كانت تنشدها الارواح الكبيرة والمعمرة في  ثنايا  الزمن و لوائح  التأريخ وبلاغة الإحساس الأسطوري بالبطولة والتفاني بقيم الشهادة  ، للحد الذي تصل بنا صوب  شواطىء الوعي  ومقاصد الإبداع صدقا وأنتماءاً ، يتوق و يسعى لأن يلخص روح ومسار ثورة عظيمة كما ثورة " أبا عبدالله الحسين " التي غيّرت من كل أشكال النضال  ومآثر التضحيّة وفرّقت مابين كل معادلات وأدوات الشّر و منافذ الظلم ، و مابين أدوات الخير كالتي حمل مشاعلها و نور شعاعها " الحسين " ثائراً وشهيداً في مأمن وترّفع عن كل زيف وتشويه كونها مشاعل نور وحق وهدى ساريا  و ريات سلام ،  وعناوين كرامة و حياة نهابها تتجسد وتلمع كل حين في نسغ ضمائرنا وتتجدد كما خلود " الحسين  سيرة وبذلاً وسخاءاً فريداً و نادراً ، ومن روح  ملحمة الطف تجسّدت أساطير هي أصلا مُجسّدة ولنا بها حاجة راسخة في أن نُعيد وهجها ، تطلعا وإنتفاعا بمآثر عظمتها  والتذكير بأنبل رموزها بأن الحياة زائلة  فانية إلأ من أفعال ومواقف  أبطالها وثوّارها كونها  أنساق نبوغ  و علامات سمو  للشجاعة و الإيثار فداءً و إنتصارا للخير في سِفر ملحمة  كالطف و كل فروع أساطير واقعتها الملحمية التي تتطلب منا نحن  من  ورث معاني هذا الإمتياز بأن نستلهم قيّم ومعني  الشهادة ، بما متاح ومتجذر في نفوسنا وفي  أن  نعيد صِيغ وانجازات وتجسيدات متحفية تؤرخ وتحفظ للأجيال القادمة  عظمة ما تصنع المعجزات من تضحيات حتى لتجعل الإنسان كائنا مُتفرّدا في ملكوت الأرض والسماء ، و ستبقى  ملحمة الطف بزهو خلودها  سِفراً خالداً ... ناصعاً و عنواناً شاخصاً و كبيراً، على مرّ الدهور .

                                                                               

Hasanhameed2000@yahoo.com

المشـاهدات 1102   تاريخ الإضافـة 07/08/2022   رقم المحتوى 14985
أضف تقييـم