الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 28.95 مئويـة
تغيير اتجاهات الرأي العام
تغيير اتجاهات الرأي العام
رأي الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب باسم الشيخ
النـص :

خلق الازمات وتلاحق احداث مفتعلة وحصولها بشكل فجائي اسلوب درجت عليه الدوائر الفاعلة والمنظومات الاعلامية للقوى السياسية العراقية ، اي انها لا تأتي بطريقة عبثية او تحكمها الصدفة البحتة ، بل هي فعل قصدي اهم اسبابه تغيير اتجاهات الرأي العام وتحويل الاهتمام وتشتيت الانتباه للتخلص من تبعات ما يترتب على السلوكيات المنحرفة لهذه القوى.

فمع كل افتضاح لصفقة نتنة او (چفصة) سياسية لاحدهم ، يخرج من العدم وبدون سابق انذار حدث مهم او كارثة غير متوقعة تبدو في ظاهرها على انها عفوية لكن في حقيقتها هي نتاج حياكة الفاعلين من خلف الستار يدركون جيداً ماذا يفعلون وعلى دراية كبيرة بالخطوات التي يقومون بها لتخفيف الضغط عن جهة بعينها وتغيير الانظار تجاه حدث جديد لاشغال الرأي العام به للتغطية على ما سبقه.

لهذا ليس للصدفة لمن يعرف من اصحاب الاختصاص دور في كثير من الاحداث من هذا النوع ، لان هؤلاء الفاعلين بالخفاء لايتوانون عن افتعال اي حدث لتحقيق مآربهم حتى وان كان ثمن ذلك دماء العراقيين ، فعند النقطة الحرجة يمكنهم استخدام كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لتحقيق ما يخططون للوصول اليه (سرقات ، تسريبات ، قتل ، فضائح ، ملفات فساد ، اغتيالات ، تفجيرات ، حرائق) والكثير من هذه الاحداث ما دامت تخدم مصالحهم وتصب في خدمة اهدافهم.

والامثلة والنماذج عديدة ليس آخرها قضية الغرامة التي اقرها القضاء العراقي والبالغة ستمائة مليون دولار ضد مصرف الرافدين وتم تداركها والغاؤها لاحقاً ، حيث اخذت من اهتمام الناس وانشغالهم ونقاشاتهم ما دفعهم لتجاهل العديد من الاحداث المهمة التي تعيشها البلاد وهي نموذج من نماذج ما يختلق من احداث.

يعتمد اغلب الذين يديرون هذه العمليات على الذاكرة (السمكية) للعراقيين التي تمتاز بالنسيان السريع لما يحدث لهم جراء الحجم الكبير والهائل للاحداث ، وهو ما يسهل عملية تغيير اتجاهاتهم واهتماماتهم بالقضايا والاحداث التي تمر بهم بسهولة وسرعة ، فضلاً عما يمتاز به العراقيون من قدرتهم على التفاعل مع كل الاحداث جراء الطبيعة التكوينية لاغلبهم وهو ما يجعلهم عرضة للكثير من تجارب تغيير اتجاهات الرأي العام.

المشـاهدات 1307   تاريخ الإضافـة 13/08/2022   رقم المحتوى 15031
أضف تقييـم