يبدو ان ادارات الاندية العراقية ما زالت لا تجيد لغة الاحتراف والاستثمار الحقيقي لامكانيات لاعبيها ، وانها تعمل بعشوائية وبدون تخطيط للمستقبل وتخسر اثر ذلك مبالغ مالية كبيرة من الممكن ان تسهم في بناء فرق للفئات العمرية لادامة نجاحاتها المستقبلية.

لذلك لم تنجح هذه الادارات في عقد صفقات مالية قوية تنعكس ايجابيا على واردات الاندية ، واقيام اللاعبين العراقيين في سوق الانتقالات ، وكانت طموحاتها وكذلك اللاعبين محدودة جدا ولا تصل الى مستوى الانتقال والعبور الى الاحتراف الحقيقي في الملاعب العربية المتطورة والاوروبية وبالوصول الى عقود بمبالغ مالية كبيرة تسهم في بناء اندية محترفة بشكل حقيقي وتسهم في تطور اللاعبين والكرة العراقية والوصول الى مصافي الدوريات العالمية الحديثة.

في مراجعة لموقع ترانسفير ماركت الالماني المتخصص بالمعلومات الكروية كالدرجات والنتائج والإحصائيات واقيام عقود اللاعبين المالية والأخبار المتنوعة الخاصة بكرة القدم ، شاهدت الفروقات الكبيرة بين تعاقدات الدول المجاورة للعراق والدول الاسيوية ، والتي كانت سببا في تطور تلك الدول.

 وفي مراجعة سريعة لصفحة الكرة العراقية في هذا الموقع شاهدت ان قيمة اللاعب العراقي ليست كبيرة في سوق الانتقالات، وان اجمالي المبالغ المالية التي تمت بانتقالات اللاعبين في العراق وخارجه خلال الشهر والفترة الحالية بلغت (12) مليون يورو ، وهو مبلغ قليل مقارنة بالمبالغ في الدول العربية والاسيوية، ومنها السعودية التي بلغت (234) مليون يورو ، والقطري بـ(146) مليون يورو، والايراني بـ(112) مليون يورو علما انها تعاني من حصار اقتصادي ، والاماراتي بـ(226) مليون يورو ، والكويتي والاردني بـ(7) مليون يورو ، والبحريني والعماني بـ(6) مليون يورو وهي اقل من العراق نظرا لعدم وجود دوري احترافي فيها .

 فيما كانت المبالغ المصروفة في الدول الاسيوية كبيرة ايضاً منها الدوري الياباني بـ(290) مليون يورو ، والكوري الجنوبي بـ( 158) مليون يورو ، والدوري الصيني بـ(152) مليون يورو ، والدوري الاسترالي بـ(92) مليون يورو ، والتايلندي بـ(72) مليون يورو ، والماليزي بـ(41) مليون ماركت ، والدوري السنغافوري بـ(15) مليون يورو وهو اكثر من العراق.

وبالعودة الى موقع العراق الذي اشار الى اكبر مبلغ عقد حصل عليه لاعب عراقي هو (بشار رسن) مع نادي قطر ، و(جستن ميرام) مع نادي Salt Lake بالدوري الامريكي وكان المبلغ 800 الف يورو .

فيما كان امجد عطون بالمركز الثاني مع نادي الشمال القطري ، وسعد عبد الامير مع الزوراء العراقي بالمركز الثالث ، وزيدان اقبال واحمد ابراهيم بالمركز الرابع ، وايمن حسين بالمركز الخامس ، وحسين علي بالمركز السادس .

ان الكرة العراقية لن تتطور مادام القائمون عليها يفكرون بشكل محدود ، ولا يستفيدون من تجارب الدول المتطورة بهذا المجال ، وان اي شخص يسعى لاجراء تغيير باسلوب عمل ادارات الاندية والاتحاد يواجه بجدار صد صلب ، وبمجموعة مستفيدة من الوضع الحالي لن تسمح لهذه الجهة بان تاخذ اي مباردة ايجابية للنهوض بالواقع الرياضي ، وانها على استعداد بان تهيج الاعلام والمواقع الالكترونية والفضائيات ضد اي مشروع يهدف الى تغيير الواقع المزري الى افضل.

ان اغلب ادارات الاندية العراقية تسند مهمة تنظيم اعلام النادي الى اشخاص غير كفوئين ومحترفين لان المحسوبية والعلاقات تسهم في اختيارهم ، مما يؤثر سلبا على النادي ويجعله يخسر سنوات من العمل الرياضي لاسيما وان اغلب الاندية تفتقد الى جداول احصائية حقيقية لانجازات النادي والمدربين واللاعبين مما يجعل كل من يريد ان يحصل على معلومة عن النادي يضرب اخماس في اسداس عسى ان يحصل على مايريد.

واتمنى ان تهتم ادارات الاندية وكذلك الاتحاد الكروي بموضوع الاحصائيات الرقمية التي باتت المعيار الحقيقي للاحتراف الرياضي.