وتيرة الاحداث المتسارعة خلال اليومين الاخيرين تثير ربكة سياسية واجتماعية وتحتاج الى صمامات ضبط دقيقة للسيطرة على ما يمكن ان يتسبب بكارثة اذا ما افلت في لحظة غفلة او غضب او عدم احتساب دقيق للنتائج او فيض مشاعر غاضبة خارج المعقول.

تقاذف التغريدات التصعيدية بين اطراف من التيار والاطار بلغة حادة وتهديدات مبطنة اثارت قلقاً كبيراً لما تحمله من خفايا ليست مطمئنة ، وما رافقها من تأجيل مفاجئ للتظاهرة المليونية التي دعا لها السيد الصدر درءاً للاحتكاك الذي قد يحدث بعد ان دعت اطراف الاطار لتظاهرة مقابلة ، فيما يرافق ذلك حراك ماراثوني يقوده هادي العامري رئيس كتلة الفتح والانتقال بين مقرات الكتل والاحزاب ليلاحق املاً بالحل لفك الانسداد السياسي الخانق من دون انفراجة واضحة، لتأتي استقالة وزير المالية المستقيل اصلاً بحسب الدستور في ظل ظروف غامضة لم تتضح اسبابها بعد لأنها تركت للتأويلات والتكهنات غير المستندة على دليل.

ولان الجميع يدعو الى تجاوز الازمة ونزع فتيلها وعدم الانجرار الى العنف او الصدام وهو ما يحيي الامل بمرور هذه الاحداث بدون تبعات تنعكس سلبياً على السلم المجتمعي لان الاستسلام للسوداوية والانسياق وراء الشطحات والاهواء التي تخدم اعداء العراق ومن لا يريد له الخير ، على الرغم من اننا ندرك جيداً خطورة هذه المرحلة وصعوبة تجاوزها مع هذا التخندق وما يسنده من سلاح خارج إطار الدولة.

وما دعوة الكاظمي لاطراف العملية السياسية للاجتماع هذا اليوم في القصر الحكومي الا خطوة تصب في اخماد نار الفتنة وتخفيف الشد الحاصل جراء المواقف المتشنجة ، علها تتوصل الى مقتربات تشكل جسراً لعبور الازمة ، وهي لم تأت صدفة بل نتاج اتصالات مكثفة خلف الكواليس وما رشح عن حراك العامري خلال الايام القليلة الماضية.

الجميع اليوم امام امتحان صعب يتطلب ان ينجحوا فيه من الدور الاول فلا وجود لفرصة ثانية او دور ثانٍ ، لان الرسوب فيه سيكون الاخير والذي لا رجعة فيه.