الجمعة 2024/3/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 15.95 مئويـة
عيون المدينة.. مازالت بغداد محاصرة بالعشوائيات والقمامة والانقاض !!
عيون المدينة.. مازالت بغداد محاصرة بالعشوائيات والقمامة والانقاض !!
الدستور والناس
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عزالدين المانع
النـص :

لابد من التذكير بان ظاهرة انتشار العشوائيات ( الصرائف ) بدأت عقب صدور قانون الاصلاح الزراعي بعد ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958، حيث واجه الفلاحون صعوبة في استغلال وزراعة الاراضي الزراعية التي كانت تحت سيطرة الاقطاعيين ونفوذهم قبل صدور القانون المذكور، وعدم تمكنهم من توفير مستلزمات الزراعة واليات حراثة الارض وسقيها بعد ان كان يستثمرها الاقطاعيون .. فتصاعدت حدة النزاعات والمشاكل بينهم بعد ان كان الاقطاعي هو المهمين وهو السيف المسلط على ارقابهم .. وبدلا من استثمار اراضيهم والتعاون فيما بينهم على زيادة الانتاج نزحوا الى المدن القريبة والى مركز العاصمة بغداد بحثا عن اي وسيلة توفر لهم لقمة العيش واتخذوا من المساحات الشاغرة المحاذية للاحياء السكنية ملاجيء للسكن ، واقاموا عليها اكواخا بائسة و(صرائف ) من الصفيح والالواح المعدنية وسعف النخيل والطين بشكل فوضوي وعشوائي .. وامتدت تجاوزاتهم الى شبكات المياه والمجاري والكهرباء العائدة للاحياء السكنية الواقعة ضمن التصاميم الاساسية ، ما ادى الى حدوث الاختناقات والخلل المتكرر في هذه الشبكات .. وتناثرت نفاياتهم ومخلفاتهم حول منازل المواطنين ..

وسرعان ما بادر زعيم الثورة انذاك بانجاز مجمعات سكنية وقرى عصرية وقام بتوزيعها على ساكني تلك (الصرائف ) واجبرهم على الرحيل وازال الاكواخ والهياكل العشوائية فورا، وادخل تلك المساحات ضمن التصاميم الاساسية الحديثة لمدينة بغداد وعدد من مراكز المحافظات ايضا !!

// وتكررت عمليات النزوح من الريف الى بغداد بعد ( الانقلابات العسكرية ) والثورات التي اعقبت ثورة الرابع عشر من تموز وامتدت (العشوائيات ) الى ابعد مما كانت عليه . واحاطت مخلفاتها والمياه الاسنة بالاحياء المحاذية لها وراح يسكنها النازحون و(الحواسم ) والمقربون الى حمايات المسؤولين والاحزاب ويمارسون عمليات بيعها بعقود غير نظامية .. ويؤكد معظم اصحاب المكاتب العقارية ان العديد من شاغلي هذه العشوائيات يمتلكون منازل حديثة في ضواحي بغداد ويؤجرونها ببدلات شهرية مجزية ويلجأون الى السكن في العشوائيات القريبة الى مركز العاصمة وهم في النهاية يعتبرونها فرصة مادامت الجهات المعنية لاتفرض العقوبات عليهم ولا تجبرهم على الرحيل !!

ومازالت معظم المجمعات العشوائية تمتد ضمن حدود الاسواق والمناطق التجارية والدينية وبمحاذاة بعض المواقع الحكومية وتحيط بهم المياه الاسنة وفضلات الصرف الصحي الطافحة من مرافقهم الصحية المشيدة بعيدا عنهم وقريبة الى المناطق السكنية المحاذية .

والغريب ان معظم الساكنين في هذه البؤر يمتلكون سيارات اجرة او خاصة ، وبعضهم لديه (ستوتات ) و(ساحبات) ودراجات (التيك توك) المعدة للايجار!!

ولاشك ان انشغال المسؤولين وزعماء الكتل السياسية والاحزاب بصراعاتهم الخاصة ، ونزاعاتهم حول تقاسم (الحصاد ) والمغانم والامتيازات الخيالية ، هي السبب الاول والاخير بانتشار وامتداد هذه (البؤر العشوائية ) والاوبئة المدمرة للتصاميم الاساسية والبنى التحتية وللذوق العام !!

المشـاهدات 1177   تاريخ الإضافـة 20/08/2022   رقم المحتوى 15135
أضف تقييـم