الخميس 2024/4/18 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 21.95 مئويـة
ثقافة الاستهلاك .. استهلاك الثقافة
ثقافة الاستهلاك .. استهلاك الثقافة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد حسن إبراهيم
النـص :

الثقافة الاستهلاكية (برأيي القاصر) ..هي تغييب الإنسان عن دوره في المجتمع كعنصر فاعل متفاعل ..واشغاله في أمور ثانوية كالامور الخاصة الاستهلاكية من معيشية وغيرها ..وابتزازه جهديا وتعويمه في فضاء الدوامات.. وبالتالي صبه لجل اهتمامه لهذا الغرض ..ثم سلبه موارد فكره كمعطيات نوعية بأتجاه مهمته الأساسية ألا وهي رسالته الإنسانية ..ومن ثم تحويله من عنصر منتج إلى عنصر مستلِِك مستهلَك لا عطاء له ولا هم سوى توفير وسائل المعيشة ومفردات الأدامة الحياتية ..وقد تم العمل من قبل جهات الاستهلاك الثقافي وتنزيل الخط البياني الاعتباري والمعنوي على دعم هذه الثقافة الاستهلاكية لوجستيا وتوسيعها بصورة او بأخرى ..فلو أخذنا على سبيل المثال لا الحصر (من اجل تقريب الفكرة) السوق سابقا ..كان فقط مقصور على شراء سلع الخضر واللحوم وبقية متعلقات المواد الغذائية ذات الاستهلاك اليومي كحاجة ضرورية لادامة المعيشة ..وما ان يكتفي المرء من اقتناء ما بحاجته سرعان مايعود إلى حيز عمله بغية مزاولة عمله كمنتج حيث تقديم الخدمة من خلال موقع عمله كمفكر او كصنائعي فيمارس ابداعاته سواء كان رجل أو امرأة ..في حين ان يصار عليه الآن ان السوق لم يعد كما هو عليه سابقا ..فقد اُدخلت عليه شتى المهن والحرف وغيرها تحت عنوان التطور في التنوع كالمحال التجارية من سلع معمرة وحاجاة بيتية ومطاعم وكازينوهات وبوفياة وملاعب للأطفال والكبار ميكانيكية والكترونية وحتى قاعات للحفلات وما إلى ذلك ..الامر الذي جُعل مجال واسع للتجمع وقضاء معظم الوقت بل وهدره في أمور ثانوية بالقياس إلى غيرها من حيث الأهمية نظرا لاستنفاذ كل وقت الإنسان في هذا الشأن لتنسحب على وقت اعماله الجدية ذات الأولوية ..وهذا بحد ذاته استهلاك ثقافي تشييدي ..اضف إلى ذلك أجهزة الاتصالات الحديثة كالموبايل والانترنيت التي يتم التعامل معها بصيغة أقرب إلى التفاهة منها إلى الضرورة ..وفي ذلك ومن دون شك مضيعة للوقت وتصدأ وأضرار واضح بالمنهجية البنائية والتربوية التعليمية ..والتي ابعدت الكثير عن مبادئ الأصالة والفهم الصحيح لماهية الحياة ..كل ذلك تحت عنوان الثقافة المتطورة والمدنية الحداثوية ..وقد ذكرنا ان هذه الأمثلة لمجرد توضيح الفكرة ..فالقضية في الحقيقة هي اعمق من هذا بكثير ..والايناءة لها من الفرضيات وليس من باب التنظير الايديولوجي ..فالامر من الاهمية بمكان ان نكون مجتمع واع لا منخدع مدرك ومستدرك لما هو عليه المأل ومثقف توعويا نوعا وكماً كيما نكون بمستوى المسؤولية في المحافظة على سفينتنا للوصول إلى بر الأمان كأرث تراثي حضاري فولكلوري ..مع مراعاة الحذر الشديد مما قد تواجهه السفينة من عواصف رعدية وموجاةعنيفة ليست بالحسبان قد تحول بيننا وبين البر الأمن ..وكذا ومن الجدير بالذكر فإن المثقف النوعي ليس بالضرورة ان يكون خريجا او اكلديميا بقدر ما ينبغي ان يكون ذا شمولية معرفية والماما مداركيا على أقل تقدير بجزئيات الأمور والمعلومات العامة ومدخلاتها ومخرجاتها فيما يخص نمطية الحياة إضافة إلى تخصصه مهنيا .. باعتباره فرد من أفراد المجتمع له ما لهم وعليه ما عليهم كونه جزء لا يتجزأ من المجتمع .. فمهما بلغ المرء اكاديميا من تدرج في تحصله العلمي فهي بمثابة عامل مساعد استكمالي لبرمجية الثقافة ولكنها ليس كل مضامينها ..ولا شك أن هذا التدرج يعزز من مؤهلاته القيادية ..فان تكون مثقفا جامعا لضوابط الثقافة المعنية وضابطا لها ..فانت مستهدفا من قبل القوى والمجاميع التي من تبنياتها مشروع الثقافة الاستهلاكية كغاية للاستهلاك ثقافتك ..وتخديرك موضعيا ...

المشـاهدات 455   تاريخ الإضافـة 03/09/2022   رقم المحتوى 15347
أضف تقييـم