الجمعة 2024/4/19 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 32.95 مئويـة
التزاوج بين العود والكيتار باطل
التزاوج بين العود والكيتار باطل
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب قاسم ماجد
النـص :

        يعتبر العود من الآلات الشرقية العربية الخالصة الذي له خصوصيته وطريقته في العزف. وللعود فرسانه الذين أجادوا العمل به ابتداءً من زرياب والى يومنا هذا .

 

        وقد إنشأت طرق واسأليب مختلفة  للعزف عليه،  كالمصرية والعربية والتركية والايرانية  والخليجية.

 

        وتأريخياً.. يعتبر أصل العود من العراق، فهو يمتد إلى  عصر الكلدانين ،  و بمقارنة العود مع آلة الجيتار التي هي آلة غربية خالصة  لها خصويتها وطريقتها في العزف، نرى إن الآلتين  مختلفتات تمامآ من  حيث الشكل والأوتار  والدوزان وطريقة العزف،   فالعود يتكون من طاسة محدبة وزند

        و مجمع للأوتار يحتوي على  خمسة أوتار أُضيفَ لها الوتر السادس والسابع  لاحقاً، و عادةً ما يُستخدم العود بمرافقة الغناء و عزف الصولوات في  بعض  الأغاني.

 

        و مع تطور الحياة   وظهور ثورة العود والتكنيك العالي منذ مجئ الشريف محي الدين حيدر إلى العراق، خرج العود من عالم التقسيم والمرافقة للمطربين إلى عالم   استقلالية العود  حيث صار العازفون  بمقدورهم  أن يقدّموا  قطعاً  موسيقيةً كاملةً بدون مرافقة أية آلة موسيقية  أخرى.     وبرز في هذا المجال فرسان، ففي العراق برز (محي الشريف حيدر ،جميل بشير،    ومنير بشير وعلي الأمام وروحي الخماش ) وآخرون و في مصر كان هناك (رياض السنباطي، فريد الاطرش ومحمد القصبجي  ). وفي الخليج  برز طلال مداح و عبادي الجوهر وعبد الرب إدريس وأحمد فتحي  و آخرون.

 

        أما  الجيتار الذي هو آلة غربية جبارة و هي بمثابة   فرقة موسيقية أشبه بالبيانو المصّغر أي إنها تحتوى على الكوردات  ولذلك بفضل الخانات التي وُضعت في  زندها  (الجيتار) ساعدت العازف على  مسك الكوردات كأرضية يستند عليها العازف ومنها تنطلق الموسيقى .

 

        و الجيتار يُعزف بأكثر من طريقة  عزف ُيعزف  بالأصابع والرش باليد والريشة، أما  العود فهو يعزف بالريشة فقط.  فالأختلاف   بين العود و الجيتار كبير  من حيث  الدوزان والخشب والتكوين و الأوتار إضافة إلى  إن العود  آلة  شرقية  بحتة  فيها الربع تون، أما الجيتار فهو آلك غربية  خالية من الربع التون ، وفي السنوات الأخيرة  ظهرت  ظاهر ة الدوتو  المكان من العود والكيتار وعادة ما يكون الثنائي هو إرتجالي،  أي كل عازف يستعرض قوته من خلال العزف،    وبما أن  العود الشرقي  لا يستطيع الصمود  ومجارات  قوة صوت الجيتارالجبارة، لذلك  إتجه العازفون  إلى آلة عود السحب على أمل أن يكون هذا العود بأستطاعته مجاراة صوت الجيتار، فالعود السحب  اليوم صار يُصنع وجههُ من خشب السيدار الذي هو  أصلا يستعمل   في وجه الجيتار   أضافة إلى إنَّ  الأوتار المستعملة في العود  هي أوتار الهارب بدلاً من اوتار العود الحقيقية وهي بطبيعتها تكون حادة الصوت، لذا يلجأ    العازف على  رفع دوزان العود حتى يستطيع  مجاراة صوت الجيتار، وعندما    يرتجل  العود   يعمل   عازف الجيتار بمسك الكوردات لتكون هي بمثابة ارضية قوية للعود  لكن حين  يأتي دور الكيتار ويرتجل العازف  هنا  يصمت   العود  ويبقى في كرسي  المتفرج. وحين يعمل عازف العود   على رفع  الدوزان   هنا  يصبح صوت العود   حاداَ ويكون قريب  على صوت الجيتار وهو بالأساس   نصفه من خشب الجيتار، لذلك نسمع عوداً  حاد الصوت غير   منسجم مع الجيتار  وكأن  العود في واد و الجيتار في واد ٍ آخر  ،  لذلك أقول إنَّ الحوار ما بين العود و الجيتار هو  أشبه بالزواج بين فصيلتي  دم، الزوج  لاتطابق  فصيلةدمه دم  الزوجة، ولذلك ذهب عشرات العازفين إلى هذه التجربة التي  لم تلق  النجاح بسبب بعد المناخ    وعدم التكاؤ  بين الآلتين   بإستثناء تجربة جميل بشير حين أستخدم الجيتار والهارب في  موسيقاه في قطعته الموسيقية  (شلالات ) لكن  الفرق هنا  إنَّ جميل  أستخدم  الجيتار   كوردات ومرافقة لتقوية موسيقاه.

 

        وأخيراً لأبد لي من القول للجميع أَن أتركو العود   يسبح في فضائه الجميل  ولاتزجوه في دهاليز وتحديات أكبر من  إمكانياته.

 

 

المشـاهدات 408   تاريخ الإضافـة 04/09/2022   رقم المحتوى 15369
أضف تقييـم