الجمعة 2024/4/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 33.95 مئويـة
الحوار مع من؟ والحوار لماذا؟
الحوار مع من؟ والحوار لماذا؟
رأي الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب باسم الشيخ
النـص :

جولة الحوار الثانية التي عقدت بالامس في القصر الحكومي كانت بلا طعم ولا لون ولا مذاق جاءت مخيبة للآمال لفقدانها لأهم اشتراطات الحوار الناجح الذي يفترض ان ينعقد بين طرفين مختلفين تفرقهما قناعات متقاطعة وليس بين من تجمعهم مشتركات واضحة لا تحتاج الى تبيان.

غياب التيار الصدري كطرف اساس وتغييب تيار تشرين الذي يمثل الأغلبية الصامتة وحضور كل القوى والكتل المرفوضة شعبياً يعكس تغابياً سياسياً جبلت عليه اطراف العملية السياسية بتجاهل اسس المشكلة والخوض بمؤثرات خارج النسق واسباب غير منتجة ، فيما لا يخفى على احد ما هو سبب التعطيل وكيف يمكن معالجته وتداركه ، ذلك لأن أغلب هذه القوى ما زالت تتعاطى مع الحلول بما يتلاءم واهوائها ومصالحها من دون الالتفات الى ما يريده الآخر وهي ذات الطريقة التي اعتمدت منذ تسعة عشر عاماً لكنها لم تجد نفعاً ولم توصل الى الاستقرار في العملية السياسية وهو ما لا تريد ان تفهمه او تصغي إليه هذه الطبقة السياسية.

اجتماع الأمس يؤكد ان القوى السياسية ما زالت تدور في دوامة التكهنات والتوقعات بالحلول الوسط التي قد يرضى بها التيار الصدري او تستميل بها قوى تشرين التي تمثل تحدياً كبيراً لا يمكن تغافله ، لكن ما رشح من بيان انشائي كرر جزءاً كبيراً من بيان الجولة الأولى ومر بخجل على عقد الأزمة بدون اتخاذ قرار واضح وجريء يشير الى الاخفاق الذي اسقط بيد المجتمعين وجعلهم يكتفون بدعوات يدركون قبل غيرهم انهم غير قادرين على تحقيق نسبة ضئيلة منها لأنهم لم ينجحوا باقناع الصدر الجلوس على طاولة حوار واحدة وهو الرافض لها بشكل قاطع ، ولم يرسلوا رسائل طمأنة بضمانات تدل على ان لديهم الاستعداد التام لابداء مرونة للتوصل الى مشتركات مع التيار.

لا نفع ولا جدوى ويبدو ان لا أمل يرتجى من جلسات حوار رتيبة يتمسك بها القادة التقليديون بقناعاتهم التي تعكس رؤى بالية وغير متطورة ينظر بها احدهم الى اقرانه على انه عدو يتربص به ليجتثه ويقصيه وينهي وجوده السياسي ، مما يجعل الجميع يخشى من الجميع ، فتنهار الثقة ويبدأ مسلسل البحث عن السقطات والأخطاء الذي لا ينتهي الا بسقوط الجميع لأنهم ليسوا اهلاً ولا كفأً لمهمة بناء دولة.

المشـاهدات 825   تاريخ الإضافـة 05/09/2022   رقم المحتوى 15397
أضف تقييـم