الجمعة 2024/3/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 27.95 مئويـة
لن نقول لك وداعا سامي مهدي
لن نقول لك وداعا سامي مهدي
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب أ.د.عبدالرزاق محمد الدليمي
النـص :

رحل عنا قبل ايام ايقونة الادب والشعر والصحافة، سامي مهدي ، عن عمر تجاوز الثمانين عاما قضاها مناضلا ومكافحا وانسانا عراقيا احب بلده وضحى من اجله ،حياته كانت رحلة عميقة في الضمير والحب والانسانية والرحمة ،قضاها حتى في اشد الليالي عتمة بعد ان احتل بلده الاعداء مواكبا الكتابة والمطالعة متطلعا  والامل لايفارق عقله المتقد الذي بفيض ابداعا وتألقا ،وقلبه الممتلئ حبا عميقا للعراق حاول الاعداء واللصوص سرقته وتشويه صورته التي رسختها حضارات هي الاعظم والاقدم في تاريخ البشرية ،نعم رغم ظروف القهر بعد احتلال العراق لم يقف تطلع وطموح سامي مهدي نحو اعادة الحياة للادب الثرة في العراق المجروح المكلوم فلم يتوقف عن مساهماته وكتاباته التي كانت تزين وتضئ زوايا الحياة التي اراد المحتل وعملائه تحويلها الى ظلام دامس  .نعم اختطفَ الموتُ هذا الانسان الجميل بأخلاقه الوسيم بقيمه،المبدع في شعره وادبة،القائد النموذج والاب الحنون في تعامله ، رحل جسده الشريف ولكن ذكراه العطره وقيمه الفاضلة السامية وخزين انتاجاته في الادب والشعر،لم ولن ترحل من بيننا وستبقى خالدة في عقل وضمير كل عراقي وطني غيور محب لوطنه ،نعم لن ننساك سامي مهديمثلما لن ينساك وطنك الذي طالما عشقته و تألقت حبا به من شعرك وادبك ، لقد تركت في رحيلك إسما متألقاً، ومكتبة زاخرة بالكتبِ، واشعاراً دخلتْ في وجداننا جميعا ،نقول لك ولكل من مات مكلوما من العراقيين ،نم قرير العين والوجدان ،فبعدك هناك اجيال من حملة راية العراق الحر الذين وضعوا الله والوطن في ضمائرهم وعقولهم ويعلمون جيدا حجم التحديات التي تقف امامَهُم ولكنهم صمموا وخططوا طريقهم في الحياة نحو ذُرى المستقبلِ السعيد، واثقٌ ايها العزيز كل الثقة انهم سيبلغون ما يصبونَ اليه، يُطورّوا ما بدأهُ من سبقهم، ويُحققوا ما لم يسعِفَه زمنك في تحقيقِه. لقد أبكرت يا سامي ولن ننساك ماحيينا ،واقول لك كما قال شاعرنا أبي فراس الحمداني 

 

سَـيَذْكُرُني قومي إذا جَدَّ جِدُّهُمْ .......... وفي اللّيلةِ الظَّلْماءِ يُفْتَقَدُ البَدْرُ

المشـاهدات 439   تاريخ الإضافـة 06/09/2022   رقم المحتوى 15399
أضف تقييـم