خاص بالدستورر كتب / حسن عبد الحميد

كنتُ قد تناولتُ  في متن عمودي" نقار الخشب " ليوم الخميس 1 أيلول الجاري والمعنوّن " الذكاء الاصطناعي ... وشحة مياه العراق " مستعيناً و مستنيراً بنصوص المشروع الذي تقدّم به البروفسور " ضياء ماجد الجميلي " إستاذ الذكاء الإصطناعي  و مساعد عميد  كلية  الهندسة والتكنولوجيا  في جامعة " ليفربول  جون - مورس" الحاصل على وسام الإمبراطورية  البريطانية  الممنوح  له  بقرار من   الملكة" إليزابيث الثانية"بدرجه O.B.E في العام/2021 ،إلى أعمال المؤتمر الدولي الثاني للعلوم الهندسيّة و تكنولوجيا المعلومات (ESIT 2022)  الذي نظّمته كلية الهندسة بالتعاون مع كلية علوم الحاسوب و تقنية المعلومات في جامعة الأنبار للفترة من 17 و  18 آب - أغسطس/2022 تحت عنوان " إستخدام الذكاء الاصطناعي للتخفيف من نقص المياه في العراق ."الجميلي " الذي يترّبع على عرش  الذكاء الاصطناعي في العالم ، خص "الدستور" بما نصّت عليه فقرات تلك الورقة قائلاً :

*بدءً أتقدّم بخالص الشكر لجريدتكم الغراء، على تبنّيه هذا المشروع ، كما تابعت من قبل موضوع نيلي وسام الامبراطورية الملكية البريطانية - حينها -  وكانت متابعة رائعة أثمرت بالكثير من نواحي الإشادة و التشجيع في تقديم رؤانا و أفكارنا في خدمة حبيبنا ... الغالي العراق و الإنسانيّة جمعاء .

مفهوم جاد و جديد

- لنتعرف منك مباشرة عن دواعي مفهومك الجديد و الجاد عبر الإجادة الفائقة والتي أضحت معروفة  في هذا الحيز  الواسع و المجال الحيوي و العملي ، ولكن هذة المرة فيما يتعلق بواقع المياه في العراق و التفكير بمستقبله ؛

*كنتُ قد طرحت مفهوماً جديداً يعتمد الذكاء الاصطناعي من أجل تخفيف نقص المياه ، خاصة بعد تزايد نقص المياه في العراق خلال السنوات القليلة الماضية جرّاء عوامل متعلقة بالتغير المناخي والتلوث وتطور المصانع التي أدّت بدورها إلى تقليل تدفق المياه في الأنهار العراقية ،

-ما الرؤيا التي أوصلت بكم لهذا التفكير و المسعى؟

و يضيف " البروفيسور ضياء" فيما يتعلق بتدفق النهران الرئيسيان في العراق ، "دجلة والفرات " ، موضحاً العديد من الدول المجاورة بما في ذلك إيران وسوريا وتركيا ، وتجدر الإشارة إلى ما يميّز نهر دجلة العظيم  من حيث كونه ثاني أكبر نهر في غرب آسيا ، وحين  ينضمان إلى بعض " دجلة و الفرات " ، ليشكلا بما يعرف "بلاد ما بين النهرين " المعروفة - أيضًا - بأسم الهلال الخصيب.

الصحة و الأمن المائي

- وعن الرؤية التي أوصلت به  نحو هذا التفكير و المسعى، يجيب ؛

*دعني أُذكّر - مجدداً-  بأن ملتقى النهرين العظيمين في منطقة شط العرب التي تقع في الأراضي المنخفضة في الخليج العربي ، بما يعني  انخفاض تدفق المياه - حتماً- يؤثر على جميع البلدان المذكورة  أعلاه و يؤثر على الزراعة والأمن الغذائي والأمن المائي وفي النهاية على الصحة والسلامة في هذه البلدان .

- أذن كيف يجب  معالجة مثل هذه التحديات؟

* بالاعتماد على   استخدام السدود الذكية (Smart Dams) في المناطق عبر تدفقات كلا النهرين من أجل الاستفادة من المياه بطرق آمنة وفعالة واقتصادية ،على العكس  من السدود الموجودة في المنطقة، ستستخدم Smart Dams الذكاء الاصطناعي  مثل deep learning من أجل النظر في العوامل المتعددة التي تلعب دورًا في توافر المياه والتنبؤ بتدفق المياه خلال الأشهر التالية.

- هل لنا التعرّف على طبيعة هذا التنبؤ؟

* نعم  حيث سيكون تنبؤهم مشابهًا لتوقعات الطقس التي تتنبأ بالطقس للأيام الستة أو السبعة التالية، يعني عبر إستعلام عن "توقعات المياه" في Smart Dams من خلال بيانات جودة المياه من التحليل المختبري / نتائج تكنولوجيا المستشعرات الذكية التي سيتم وضعها في جميع أنحاء النهر/  البيانات المتعلقة بالمناخ والطقس، على ضوء ذلك ستتنبأ Smart Dams بكمية المياه التي ستأتي خلال الأشهر القادمة .

السدود الذكية

كما و أجد أن أشير بخصوص إنشاء العديد من السدود الذكية على النحو التالي :السد الرئيسي بالقرب من البصرة والسدود الفرعية على جميع الأنهار/ سيتم تجهيز جميع السدود الذكية بأجهزة استشعار ذكية تستشعر كمية الأمطار وخطر الفيضانات أو مخاطر السحب/  ربط السدود الذكية بجميع البحيرات وجميع الخزانات في العراق، مما سيجعل الأنهار والبحيرات والخزانات شبكة مياه يتحكم فيها الذكاء الاصطناعي ، بالطبع، سيكون دجلة والفرات في هذه الحالة أبطأ ويشبهان مجموعة متصلة من البحيرات. نحن على مقربة من التخفيف عن نقص مياه في العراق.ويختتم البروفيسور" الجميلي" وقائع و محتويات مشروعه الكبيرهذا ، بالقول ؛ سيتيح هذا المزيج الأخير من البحيرات التحكم في المياه ، فتح أو إغلاق السدود الذكية ، وتعظيم استخدام المياه اعتمادًا على الفيضانات أو الإنذار بالجفاف لتصبح أكثر خضرة ، زراعة جميع المناطق الجافة و تحويلها الى خضراء ، والحصول على مجتمع أكثر صحة ، الأمن الغذائي والمائي ، وتعزيز الاقتصاد ، بيع المياه الزائدة للدول المجاورة وبالتالي، سيكون لكل جزء من النهر مياه كافية لتجنب تأثير الفيضانات أو الجفاف .