منذ منتصف القرن الماضي ولغاية عام 2003 تقريبا كان لنظام المرور في شوارع العاصمة بغداد مهابة لاتنسى .. وكانت الاشارات المرورية تعمل بانتظام وخطوط العبور ناصعة البياض ولا يتجاوزها المواطنون ، ولرجال المرور مظلات انيقة في معظم التقاطعات والساحات تحميهم من حرارة السمش صيفا وهطول الامطار في مواسمها ونادرا ما تشاهد مركبة مخالفة ولاتحترم الاشارات الضوئية ، او تتجاوز السرعة المحددة حتى في الساعات المتاخرة من الليل .. وكان افراد شرطة المرور يراقبون حركة السير ، بملابسهم الانيقة والمميزة ببياضها الناصع ووضوح ( الرتبة) التي تزهوبها صدورهم واكتافهم ..

ونادرا ما تحصل في التقاطعات والشوراع الرئيسة اختناقات مرورية وتجاوزات ومنبهات نشاز.!

ولكن .. تلك الصورة الجميلة لحركة السير والعبور واحترام الاشارات الضوئية وخطوط العبور وعدم التجاوز تكاد تنسى .. فمنذ عام 2003 وحتى الان ، راحت تتدفق المركبات الحديثة والمستعملة عبر منافذنا الحدودية بلا تخطيط ولاضوابط اضافة الى الاف المركبات الحديثة المستوردة خصيصا لحمايات المسؤولين ورؤساء الدوائر الحكومية واعضاء مجالس النواب والمحافظات والمنظمات بكل انواعها المكشوفة والمجهولة .. وراحت شوارع العاصمة والمحافظات تختنق بهذا الكم الهائل من العجلات بكل انواعها المدنية والحكومية والعسكرية والامنية والحزبية اضافة الى الاف ( الستوتات) و(التك توك ) التي راح يستوردها التجارعلى اساس انها (لعب اطفال) !!في وقت مازالت فيه الشوارع السالكة محدودة جدا ، والعديد من الشوراع مغلقة لاسباب امنية ولحماية ساكينها من المسؤولين والدوائر الحكومية والحزبية والمنظمات المعلنة والمجهول ولم يعد رجال المرور يسيطرون على هذا الكم الهائل من المركبات التي تختنق بها بغداد في ظل غياب الانفاق والجسور وعدم فتح شوارع حديثة وسريعة منذ اكثر من عشرين عاما !!

ويقف رجال المرور تحت اشعة الشمس المحرقة صيفا وتحت وابل الامطار شتاء بلا مظلات حديثة ونظامية وعلى مدى ساعات طويلة من النهار برغم الموارد الهائلة التي تتدفق على دوائر المرور من جراء رسوم الاجازات وغيرها .!

فرفقا بنظام المرور وبرجال المرور يامديرية المرور العامة ..

ومزيدا من المظلات النظامية في جميع الساحات والتقاطعات ليكونوا اكثر قدرة على مراقبة المخالفين ورصد الاختناقات .. ولابد من اتخاذ قرار مركزي ملزم وحازم بايقاف عمليات توريد السيارات الحديثة عن طريق الشركات الاهلية والدوائر والمكاتب الحزبية والامنية .. وابداوا بتسقيط المركبات القديمة التي راحت تلوث الاجواء بمخلفاتها الخانقة .. وعلى الجهات المعنية في الدولة وامانة بغداد ان تسارع في معالجة تقاطعات الشوارع وانشاء انفاق مرورية وجسور وفتح شوارع حولية لفك الاختناقات المريرة التي تشهدها معظم الشوارع منذ الصباح الباكر وحتى المساء ..