المصيدة ---------------------------------- علمني ابي الملكرحمة الله عليهhellip.درسا لن أنساه كنت بحديقة فيلتنا بكنج مريوط وكان بجواريوكنا نتمشي سويًا ونحكي ونتحاور.فإذ به يقف فجأة بجوار شجرة وقال لي : هذه الشجرة بدأت تطرح لأول مرة ذوقي ثمرها إنها شجرة تفاح وطعم ثمارها كالشهد.كان الوقت ليلًا ولم أتبين تفاصيل الثمرة التي التقطها ابي من الشجرة ومسحها جيدا بمناديل ورقية وأدناها من فميقضمت قضمة من الثمرة وإذ بي أنظر إليه في تعجب وأقول له ما بفمي كمثري وليس تفاحًاأصر أبي أن هذه شجرة تفاح وأنه يطعمني تفاحةnbsp أما أنا فكنت علي يقين أنها كمثري.بعد قليل وجدت أبي يقول لي حبيبتي بالفعل هي شجرة كمثري وأناnbsp أطعمتك ثمرة منها.فقط أردت أن أعلمك درس عمرك عمليًا .لن تعرفي حقيقة أي شئ.أي شئ إلا بعد تذوقك لثمارهستقابلين الكثير والكثير من البشر يتكلمون علي غيرهم ينصبون لهم موازين التقييم والتوصيف والحكمكل ذلكnbsp باطل مدي يدك بنفسك التقطي ثمرة تذوقيها .ثم تكلمي فكم منnbsp أجملnbsp خسر جواهر لأن الحاقدين حذروه أنها زجاج مكسور سيجرحهم ويؤلمهم وكم من أحمق اشتري صفيحًا لامعًا بأثمان باهظة لأن أصحاب المصالح المغرضين أوهموه أنه ماس وذهب لا تحكم علي شجرة قبل أن تمد يدك وتتذوق ثمارها بهدوء بعيدًا عن عبث الضوضاء لكي نحكم علي امر ما أنه الافضل أو الاسوأ بنظرة موضوعية حيادية بعيدة كل البعد عن الآراء الفردية أو المنحرفة عن ثوابت الأمور بحجة التطور أو مواكبة العصرلابد ان نطبق هذا الدرس السابق البليغ عليها الجنسغريزة موجودة في كل كائن حي علي الأرض بأنماط وأشكال مختلفة.لأغراص وأهداف مختلفة جوهرها عمار الأرض واستمرار الحياة دعوني أبدأ من الثمار وأعود تدريجيًاnbsp حتي أصل معكم إلي الجذور. الجنس.استمرار الحياةالسكن والسكينةالجسد الواحد .الاكتمال كان موجودًا منذ بدء الخليقة وسيظل إلي قيام الساعة دعوني أتذوقnbsp ثمرتين لهثمرة من أيام جدي وثمرة من هذه الأيام المشوهة التي نحياها أيام جدودنا.كانت البيوت عامرة برغم ما فيها من مشاكل واختلافات وخلافات.لم نكن نسمع عن حالة طلاق واحدة حتي بين أسر أهلنا وأصدقائنا المسلمين وحتي في حالة تعدد الزواج والذي يشرعه الدين الإسلامي بشروط وضوابط فكنا نجد البيوت عامرة و والأطفالnbsp مستقرين نفسيًا والبركة والسعادة وهدوء السر والرضا الحقيقي تملأ الأرواح والنفوس والقلوب فلنأتي بالثمرة لنفس الشجرة ولكن زرعت في أرض مختلفة بعد عدة عقود من الزمان ورويت بماء مختلف .هيا نقطف واحدة ونصفها بصدق ومصارحة وجرأة مع النفس قبل الغير هذه الأيام.البيوت أغلبها خربة.حسب موقعRT Arabic مصر الأولي عالميا في حالات الطلاق وفي استبيانات اخري الثالثة عالمياحالة طلاق كل دقيقةو40 ثانية أغلب حالات الطلاق في السنة الاولي من الزواج.البيوت خربة سواء بالطلاق الفعلي.او الطلاق الوجداني والنفسي الأطفال ضحايا في كلتا الحالتين ضاعت البركة والسعادة وهدوء السر والسلام ورحل بلا رجعة دعونا نسير وراء الرائج والشائع من القول أن الاستقرار الزوجي أساسه الجنس أو أضعف الإيمانnbsp هو دعامة محورية لاستقراره وثباته بجانب عدة أشياء أخري .وأن أغلب حالات الافتراق أو الطلاق أو الانفصال تبدأ من الفراش.حسنا سأمضي مع هؤلاء في قناعاتهموماذا عن أجدادكم.أما كان الجنس كذلك أيضًا أيامهم أم أنه ظهر فجأة في زمننا هذا.بالتأكيد سأسمع ردًا أحفظه عن ظهر قلب.اليوم ليس كالأمس.معطيات اليوم ليست كمعطيات الأمس.انظري حولك في كل مكان هذا الكم من الانفتاح علي أمور لم نكن ندرك وجودهاnbsp أصلًا في الماضي ها نحن امامها وجهًا لوجه تعصف بجنباتنا كل لحظة .هذا واقع لا يمكن تجاهله سأرد بمنتهي الصراحة.وهل من يتبع تلك المستجدات ويلهث ورائها كل يوم وليلة من وراء الشاشات او حتي في الواقع المظلم ينعم بلحظة واحدة من السعادة الحقيقية الدائمة والسلام النفسي والعقلي المستمر؟!.بمنتهي القوي والحزم اجاوبnbsp وأقول لا والف لا ودليلي هذا الكم البشع من الضياع والتوهة والاكتئاب والبؤس التي تكسو الوجوه والقلوب والأرواح إذن زاد البؤس والشقاء والجوع العاطفي والوحدة والامراض النفسية مع تلك المستجدات التي حققت هدفها الاساسي والمطلوب منها وببراعة مع عبيد شهواتهم الضعفاء المساكين والذين لوهلة يظنون أنفسهم أنهم المسيطرون الأشاوس وما هم إلا مجرد ذلك الصيد الثمين لمصيدة العن من مصيدة الادمان للمخدرات.والتي عاجلًا أم أجلًا مآلها واحد هو الموت.لا أقصدموت الجسد فهو بداية لحياة أخري لكنnbsp ما أقصده هو موت الروح ومعها الجسد بكل جمالهما وهما لايزالا علي قيد الحياة. لماذا وصلنا الي تلك النقطة .وما هي المصيدة سنرصد لها مقال مستقل بإذن الله. ---------------------------------- كتاب الدستو أضيف بواسـطة : addustor المشـاهدات : 292 تاريخ الإضافـة : 20/09/2022 آخـر تحديـث : 29/03/2024 - 08:16 رابط المحتـوى : http://addustor.com/content.php?id=15513 رقم المحتوى : 15513 ---------------------------------- جريدة الدستور Addustor.com