الجمعة 2024/4/19 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 37.95 مئويـة
عيون المدينة غزارة في الخيرات .. وسوء في التوزيع
عيون المدينة غزارة في الخيرات .. وسوء في التوزيع
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عزالدين المانع
النـص :

سبق لوزارة التخطيط أن ردت على تقرير أعده برنامج الغذاء العالمي أشار فيه إلى ( إن العراق يعد واحدا من سبع دول في العالم هي الأشد جوعا .. وإن ثلث الشعب العراقي ينام جائعا ) .. وقالت : ( إن العراق ليس جائعا , ولم يواجه أزمة غذائية يمكن أن تسبب تهديدا بالجوع للفئات الهشة في المجتمع حتى خلال ذروة انتشار جائحة كورونا ) ...

ويبدو أن الوزارة – حفظها الله ورعاها – لم تطلع على آلاف الأسر والأطفال وهم يبحثون بين أكوام القمامة ومحطات تجميع النفايات لالتقاط ( فتات الطعام ) ومخلفات موائد المترفين , أو تجميع العلب البلاستيكية والمعدنية لبيعها بثمن بخس من أجل توفير بعض – الخردوات – ليسدوا بعض حاجات مرضاهم وأطفالهم ؟؟

ولم يتجول كادر الوزارة – الربيعية – ولا أفراد الكتل المتحاصصة والمتصارعة على الغنائم وامتصاص ثروات البلاد , بين نقاط السيطرة وتقاطعات الطرق المزدحمة وقرب الجوامع والعتبات المقدسة لمشاهدة العشرات من الشباب والأطفال والنسوة والعديد من كبار السن وهم يستجدون أو يحملون عبوات الماء و ( العلكة ) والمناديل الورقية لبيعها على ركاب المركبات المحاصرة في هذه التقاطعات , وينظفون زجاج السيارات لقاء جذاذات بائسة خجواة ..

ولم يصل أفراد الوزارة الموقرة إلى ( المجمعات العشوائية ) التي تحيط بمعظم الأحياء السكنية , وصرائف الصفيح المحاذية لمحطات تجميع النفايات المحرومة من جميع الخدمات الضرورية وتحيط بساكنيها الزواحف والحشرات والمياه الأسنة والقمامة المتناثرة ..

صحيح إن العراق بخير .. وإن الخيرات الطبيعية المتوفرة فيه وموارد النفط والرسوم الضريبية واستقطاعات دوائر المرور المتفاقمة والرسوم الضريبية المتنوعة تكفي لمعيشة كافة أفراد الشعب والتمتع بالخدمات الصحية والتربوية والرعاية الاجتماعية وبأحسن ما يكون الرفاه , لو كانت الكتل السياسية المتحاصصة والمتسلطة على منافذ الدولة ومنابعها الغزيرة وخيراتها عادلة وأمينة وحريصة .. ولكن هذه الحشود الوافدة من الغربة على متون دبابات المحتل والغارقة بالفساد وعدم الولاء للوطن , استنزفت هذه الخيرات وامتصت عافية البلاد .. وراحت تنطبق عليهم (( إجابة الفيلسوف البريطاني ( برنادشو ) ذو الشعر الكثيف والموزع بين رأسه الأصلع ولحيته المتناثرة , على سؤال وجه إليه عن حجم – الخيرات – في العالم )) .. فقال :

( العالم .. بين رأسي ولحيتي .. غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع ) ..

وهكذا هو العراق اليوم .. ( خيراته وفيرة وغزيرة .. وتوزيع غير عادل وغير منصف ) ..

 

المشـاهدات 694   تاريخ الإضافـة 26/09/2022   رقم المحتوى 15551
أضف تقييـم