الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 34.95 مئويـة
الامارات بين النهضة والهوية
الامارات بين النهضة والهوية
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب قاسم ماجد
النـص :

حين  اتحدت الإمارات العربية   في  سبعينيات  القرن  الماضي بدأ حكامها يدركون بأن الموسيقى والغناء هما الوجه الحضاري للبلدان، لذلك وضعوا في أولوياتهم لبناء   قاعدة فنية  تشكل إرثاً فنياً  وتاريخاً للإمارات  يوازي تأريخ دول الخليج العربي لأنها  لا تملك رصيد وتأريخ فني يُذكر.

و الأغنية الإماراتية   قبيل هذه الحقبة  كانت تقتصر على بعض المغنين    الشعبيين الذين كانت اغانيهم الشعبية تغنى  في الحفلات والمناسبات ولم يتم توثقيق  الأغاني بأسطوانة  .  ففي السابق   كان الشباب  الإماراتي      يسافرون كثيرا  إلى دول الخليج  كاليمن والسعودية   لكي يتعلموا  أصول العزف على آلة  العود التي نقلوها فيما بعد إلى بلادهم  وأصبحت أغانيهم متأثرة تأثيراً كبيراً بالغناء اليمني والسعودي   .  لذلك تعتبر فترة السبعينيات هي بمثابة  بداية تطور  الأغنية الإماراتية   حيث تشكلت  لأول مرة في الإمارات  فرقة موسيقية   عام ١٩٧٤ ثم  ذهبوا على استقطاب   الطاقات الفنية   والاستعانة بهم     . .  وقد شغل  الفنان  العراقي  طالب القرغولي رئاسة قسم  الموسيقى في عام ١٩٧٨  في أبو ظبي  ثم     تلتها حقبة الثمانينات التي برزت فيها مجموعة من الأصوات     أمثال علي إبن هزيم وهو والد المطربة أحلام  وجابر حسين  الذي ظهر في الستينيات لكنه تواصل في هذه الفترة  وعبد الله ابو الخير وميحد حمد  وكانت أغنياتهم قليلة   بسب قلة الدعم   وضعف   الإمكانيات.    ثم  جاءت حقبة  التسعينيات   وكان الأحدث الأبرز  في هذه الفترة هو  تشكيل فرقة موسيقية بقيادة الفنان  علاء مجيد وكان جل أعضائها من العازفين العراقيين،  وظهور المطربة أحلام التي تزامنَ ظهورها  مع  إنطلاق الفضائيات حيث إنطلقت    كالسهم  وأصبحت أشهر  مطربة اماراتية وذاع صيت اغنياتها وحصلت على  شهرة واسعة في كافة أرجاء العالم العربي.

والحدث الأكبر   والأهم هو  حقبة الألفينات  التي كانت بمثابة الانطلاقة الكبرى  والنهضة الحقيقة  التي غيرت  مجرى الغناء  الإماراتي والعربي وبات الدعم  الحكومي واضحاً  من قبل  حكام الإمارات للموسيقى والغناء  ورصدوا مبالغ كبيرة  للنهوض بواقع الحركة الفنية    وأصبحت  دبي    مركز الانطلاقة لكل فنان بعد ما كانت مصر هي صاحبة الريادة في ذلك  ثم فتحوا الأبواب لجميع الطاقات  الفنية  وسخروها لخدمة حركتهم  تمثلت بتواجد الموزعين والعازفين ومهندسي الصوت  من خارج الإمارات  كالعراق ومصر واليمن  ودول اخرى  وشكلوا فرقاً موسيقية كبيرة   و فرق  للفنون الشعبية  ترافق الغناء بالرقص.

و ظهرت  فرق   لمجموعة من الشباب  الإماراتي التي قدمت لوناً من الغناء  يُسمى  الشلات  يُقَدّم  الغناء فيها على شكل مجاميع  وهو نوع  من غناء البادية، ثم عملوا  على تأسيس وفتح    استوديوهات   للتسجيل الصوتي والصوري جُهّزت بأحدث  الأجهزة  الحديثة.

  وأصبحت الإمارات  قبلة  الفن العربي وهنا حدثت قفزة كبيرة في الأغنية الإماراتية برز  من خلالها جيل جديد من المطربين أصبحوا نجوماً في   سماء الغناء العربي    أمثال حسين الجسمي وعيضه المنهالي ومحمد المازم وآخرين ،     وأصبح حلم كل مطرب عربي  أن ينطلق من الإمارات بعد ما كانت مصر هي   نقطة  الانطلاقة.  وإنطلقت  المهرجانات  الغنائية  ومن خلال  هذه الانفتاح   برز العديد من المطربين من غير  الامارتيبن أمثال ماجد المهندس، وليد الشامي، واسماء المنور   والقائمة تطول    وصار المطربون  يتسابقون على دخول الأمارات   لأنهم  أدركوا  أن الانطلاقة  للشهرة تبدأ من دبي ، وهذا  لم يأتِ من فراغ بل   جاء من دعم حكومي كبير   .         

اما عن   الأغنية الإماراتية  نعم انها حديثة  العهد لكنها  أصبحت   جزءاً من  الغناء العربي   وشكلت لها خطاً  من حيث   الإيقاع ويسمى  بالشعبي الإماراتي  على الرغم ان هذا الإيقاع هو بالأصل    يعود    لبندر عباس المجاورة  لحدود الإمارات أخذوه وقدموه بشكل جميل وأصبح يمثل   تأريخ هذا البلد.  كذلك إيقاع الجورجينا المستخدم في العراق وإيران  ، إضافة إلى إيقاع الرمبا  الذي هو بالأصل إيقاع جاء من الهند للخليج  وهذا ليس بعيب   أن تستفيد الشعوب من  ثقافات العالم  .  واخيرا اقول  أن  الأغنية الإماراتية في اوج ازدهارها  اليوم     لكنها     للأن   لم تحقق شخصيتها اللحنية بعد.   فقط حين تسمع إيقاع الشعبي  تعرف انها اغنية إماراتية  اما الألحان  فاانها غير واضحة المعالم   فقد دخل عليها الملحن السعودي والعراقي والمصري   وراحوا يلحنون على هذا الإيقاع   وبالتأكيد روحياتهم مختلفة لذلك لم تحدد هوية الاغنية الإماراتية كلحن  للآن.    

 

المشـاهدات 323   تاريخ الإضافـة 02/10/2022   رقم المحتوى 15606
أضف تقييـم