النـص : السخرية هي أفضل إختراعات العصر الحديث، يقول شاعر المكسيك و فيلسوفها الفذ " أكتافيو باث " الحاصل على جائزة نوبل في الأدب للعام/ 1990 فيما يرى " هنري برغسون " الفيلسوف الفرنسي الحائز على ذات الجائزة ولكن في العام /1927 الضحك بمثابة سلاح جبّار و فتّاك قادر على تسفيه المأساة " ، هنا تتجدّد عبارة ل"كارل ماركس" يقول فيها ؛ " أنّي لأقف أمام ما هو مُضحك، موقفاً جاداً "، ومن قبل قال ؛ " إذا قُدّر للتأريخ أن يعيد نفسه ، سيكون في المرة الأولى مأساة ، و في الثانية ملهاة "، أستعيد فحوى و فكرة كتاب كبير تتراوح صفحاته بحدود ال 500 صفحة من القطع المتوسط للصديق الكاتب والإعلامي"عامر القيسي " صدر في العام/2020، بعنوان على قسمين الرئيسي هو ؛ " السرديّة الساخرة في مواجهة الإستبداد " و الثانوي "عراقان ... ما قبل وبعد 2003 إنموذجاً " و كان قد أهدى الكتاب إلى " حجا و تشارلي شابلن "، نعم ... سيكون من العسير تناول ضخامة و فخامة كتاب بهذا الحجم والوزن على متن ما تسمح به المساحة المخصصّة لهذا العمود ، ولكني - ربما – وجدتُ، بعض ضالتي بتعريف أو مدخل أستنجدَ به الزميل " عامر" فيما يخص و يحايث النكتة السياسية بخوالص تكثيف رؤيته لها ، من حيث كون "هدفها سلطة قمع ... سلاحها مشفّر بالسخريّة ... قوتها بيد ضعفاء شجعان في مواجهة أقوياء خائفين "، أستثمرُ طاقة ذاكرتي مُستذكراً عناوين أستظلّت بهموم و مفهوم " الضحك " على سبيل الذكر كتاب الباحث و المفكر " عبد الحسين شعبان " المعنوّن على ضفاف السخرية الحزينة " متناولاً فيه جوانب من حياة الكاتب و الإعلامي الراحل " شمران الياسري ، المُكنّى بأبى كَاطع " ، فضلاً عن ذكر رواية " ميلان كونديرا " المصحوبة بعنوان " الضحك و النسيان " ، وبعدا سنتوّقف عند جواب الممثل الكوميدي العبقري " روبن وليام " الحاصل على جائزة الأوسكار ، والذي مات منتحراً يوم 11/ آب من العام /2014 ، في حوار مع أحدى المجلات حول سؤال كيف يرى الضحك من حيث كونه قدرة في الشفاء ؟ فأجاب ؛ " لا يتعلّق الأمر بالقدرة الشفائيّة ، بل بالقدرة العلاجيّة " ، تتجلّى جودة البحث عن فحوى بقية جواب " روبن وليام " بعد التدقيق في التشكيك في حادثة إنتحاره بكامل ظروف ملابساتها الغامضة و المبهمة في أحسن أحوالها !
Hasanhameed2000@yahoo.com
|