يتوهم من يمني النفس من القوى السياسية ان تمرير صفقة رئيس الجمهورية في جلسة اليوم ستكون المنجز الاهم الذي يفتح ابواب خزائن الراحة والامان والرفاهية لينعم الشعب العراقي بعدها بحياة هانئة بدون منغصات لأن ما ستنتجه الجلسة هو المفتاح السحري لكل مشكلاتنا وان تجاوز عقبة رئيس الجمهورية وتكليف رئيس حكومة جديد سيحل العقدة المستعصية التي أوقفت عجلة التنمية والاعمار طوال السنوات السابقة.

وتدرك أغلب القوى السياسية ان ما يحدث هو تكرار سمج للتجارب السابقة المحملة بالخطايا والأخطاء حيث تكبل المحاصصة والمصالح الحزبية اي رئيس وزراء يتصدى لمسؤولية الإصلاح لأنه سيصطدم باشتراطات الإرادة السياسية الطامحة للمحافظة على مكتسباتها ومصادر تمويلها ، فتبدأ سلسلة المماطلة وتقديم الأعذار المتكررة والشكوى من التقييد السياسي لعمل رئيس الحكومة المكلف ، وهي تغض الطرف او تتجاهل اصل الأزمة واسسها مع علمها ويقينها ان ما تسبب في كوارث وازمات هي ذاتها المحاصصة التي يريدون استعادة دورها بذات الآليات التي اعتمدت سابقاً وهو ما يهدد اي حكومة مستقبلية وينذر بفشلها ذلك لان القوى التقليدية غير راغبة بمغادرة ما جبلت عليه وهو ما سيكون سبباً رئيسياً للاخفاق والفشل فاستخدام ذات الادوات مرتين للخروج بنتائج مختلفة هو وهم حقيقي فكيف اذا كانت اكثر من خمس مرات ، بالتأكيد لن يعول كثيراً على ما يرشح من نتائج مقبلة.

اليوم ومع ما يسرب من معلومات عن البقاء في منطقة تناقض المواقف ما بين قبول الديمقراطي بسحب مرشحه ريبر احمد واصرار الوطني على مرشحه برهم صالح تكون العقدة ما زالت في الدولاب وتمنعه من الحركة وصولاً الى نهاية الشوط ، بالمقابل كل الانظار تتوجه صوب الموقف الذي سيخرج به التيار الصدري تجاه هذا الحراك السياسي وهو الذي رشحت عن بعض قياداته مواقف متشددة لمنع انعقاد الجلسة حيث يبقى التوجس والترقب سيد المشهد.

لا يبدو ان هناك بوادر حقيقية وجادة لحسم ملف رئيس الجمهورية وسيكون لهذه الحالة تبعاتها وارتداداتها لان الفشل يؤكد بطلان ما يتم التعكز عليه من اسباب غير موضوعية فالاستمرار بخرق المدد الدستورية وعجز القوى السياسية على الوفاء بالتزاماتها والحنث المستمر باليمين ستكون له نتائجه الوخيمة ولو بعد حين.