الجمعة 2024/10/18 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 25.95 مئويـة
سعد عبد الحسين وجه السعد للأغنية الشبابية
سعد عبد الحسين وجه السعد للأغنية الشبابية
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب قاسم ماجد
النـص :

في العام ١٩٨٤ إندمجت فرقة الشباب التي كنت أحد أعضائها مع  الفرقة النغمية التابعة للأتحاد الوطني لطلبة  العراق التي يشرف عليها الاستاذ فاروق هلال.  وفي أحد الأيام حضر الاستاذ  فاروق للفرقة ليتعرف على أفرادها الجدد وصار يطلب من كل واحد  منهم أن يغني  حتى تتكون له فكرة عن صوته، والغريب بالأمر  أن الاستاذ هلال   طلب من الجميع الغناء  إلّا أنا لم يطلب مني كما طلب من زملائي، وبعد الانتهاء، خرج الاستاذ فاروق   وخرجت  وأنا  حزين ورحتُ أسأل نفسي  لماذا لم يطلب مني الأستاذ فاروق ان أُسمَعه صوتي؟ هل همس بإذنه شخص بشيء عني، وهكذا عدت  للبيت  مكسوراً  ولم أذق طعمَ   النوم ،وقررتُ أن أذهبَ إليه  في اليوم التالي  لأسأله عن السبب . وقررت ان يكون هذا  اليوم فاصلاً  بالنسبة لي، إما  ان أكمل المشوار في الفن أو اترك كل شيء وأتوجه إلى عمل آخر    وبالفعل ذهبت إليه وطلبت من رئيس الفرقة  الأستاذ علاء مجيد أن يقدمني له  وحين   دخلنا غرفته  قال لي  هل انت  عضو في فرقتنا قلت نعم  أستاذ قال تفضل ماذا تريد قلت لدي أعمال أود ان اسمعك إياها.. قال لي الآن لا يمكن لكنني عادة ما اتواجد في الصباح   لشرب القهوة و اختر انت يوما وتعال لتسمعني وفي احد الصباحات ذهبت إلى الفرقة  وكان جالساً في مكتبه وعندما شاهدني قال  لي   هل  مازلتَ تريد أن تسمعني أعمالك قلت نعم  قال هل تعزف العود  قلت نعم قال إذن إجلب عودك وتفضل أَسمِعني،  وبعد الإنتهاء من الغناء       قال هل  هذه الألحان لك قلت  نعم وأنا اريد أن أصبح مطرباً قال  ليس  الآن .. قلت لماذا استاذ قال لأن الساحة  فيها  نجوم شباب  كثيرون مثل أحمد نعمه ومحمود أنور  وأنت صغير  وعليك أن تنتظر  لذلك لا أريدك  أن تحترق   ثم  قال لي (أخويه إختار لك صوت من الفرقة) حينها قلت له  لي صديق  هو قريب  إلى ألحاني إسمه( سعد عبد الحسين)  يستطيع أداء الاغاني وصوته جميل وكنت وقتذاك قد أنهيت ثلاثَ أغان  الأولى  كلمات الشاعر  مناضل التميمي والثانية كلمات محمد المحاويلي والثالثة كتبتها انا، وبعد التشاور مع سعد وقع  الأختيار على الأغنية التي كتبتها، وهي  وحدي ساهر  وفي تلك الفترة كان  يتردد  الشاعر فالح حسون الدراجي  على  فرقتنا   كثيراً مع فيصل حمادي وسعد فطلبت منه أن يغيّر كلام الأغنية ليتم تسجيلها وظهرت في  برنامج أصوات شابة  وكانت أول اغنية لي ولسعد ولفالح في هذا البرنامج    في العام ٨٦ ١٩ بعدها إنطلقَ سعد من خلال أغنية (لا على بختك)   وكانت من  الحان أبراهيم السيد وكلمات سعد حسين  وشكلت  هذه الأغنية حضوراً كبيراً لأنها كانت مختلفة عن أغاني تلك الفترة من حيث الكلام والبناء اللحني والموسيقي  

حيث أنبأت ْعن  ولادة أغنية شبابية جديدة لكنها ظلت يتيمة حتى اليوم  على الرغم انه سجل اغنية بعدها  (مغرور هواي)  للملحن إبراهيم السيد.

  بعد ذلك توقف سعد  عن الغناء  بسبب ظروفه المتعلقة  بوضعه غير السليم  من  الخدمة العسكرية أثناء إشتعال الحرب، تلك الظروف حجبت عنه الحركه والنشاط بسبب تعرضه في أحد الايام إلى المضايقة  من قبل الحرس الخاص  للإذاعة  والتلفزيون ولو لا تدخل الأستاذ فاروق هلال  لكان سعد في خبر كان ، لذلك قرر الاعتكاف وإعتزال الغناء والاكتفاء بما قدمه بصوته الذي يعتبر من الأصوات الجميلة التي فيها شجن وإحساس عال.. وحين تستمع إلى  صوته سرعان مايجذبك... صوت عراقي إفتقدناه وافتقدته الأغنية العراقية وعلى الرغم  من انه من  اصحاب الاغنية الواحدة لكن اغنيته ظلت محفورة في ذاكرة المستمع العراقي  .

المشـاهدات 791   تاريخ الإضافـة 16/10/2022   رقم المحتوى 15772
أضف تقييـم