السوداني والمركب الصعب ---------------------------------- الكشف بالجملة عن ملفات فساد قديمة جديدة ، هي ردة فعل للتغطية على فساد الحكومات السابقة بدون استثناء ومحاولة لتمهيد طريق اعادة الثقة بالسلطة التنفيذية بعد ان خسرتها بالتمام والكمال جراء تواطئها مع مافيات الفساد السياسية والاقتصادية حتى غدت جزءاً منها. ولا ضير في أن تكون الأسباب التي تستدعي التقرب من وكر الحيتان نهجاً لايصال رسالة للحزم والشدة التي تتصف بها حكومة الرئيس السوداني لكل المتورطين بالعبث بالمال العام لأجل مصالح خاصة ، لكن ذلك لا يعني الانشغال التام بما حدث من نهب عام للثروات والخيرات واغفال استمرار ذات الآلية المتبعة التي تسهل عملية السرقة بدعوى محاربة الماضي السيء ، فالمهمة الأهم التي يفترض ان تشرع بها الحكومة الجديدة هي ايقاف التدهور وقطع نسغ النزيف وهو ما قاله الدكتور عامر حسن فياض لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني في لقاء جمعنا به قبل التكليف وحتى الترشيح ، وهو الذي كان يصغي باهتمام وبقدرة عالية لاستنباط ما ينفعه بمهمته التي كان يبدو انه على علم بها ، فايقاف حالة الانهيار في كل شيء من القطاعات ووضع حد للسارقين والفاسدين في استغلال الوزارات منافذ للارتزاق وللاثراء غير المشروع هو افضل واقصر الطرق التي تفض غبار الشكوك والريبة عن مساعي الحكومة لتكتسب ثقة الشارع العراقي ودعمه. البعض يحمل حكومة السوداني وشخصه فوق طاقتهما وهو خطأ تنفيذي قد يصيب الجمهور بالاحباط فالسوداني الذي يدرك جيداً انه قرر الابحار بموج هائج ومتلاطم لن يستطيع من الذين سبقوه العبور بسفينة الحكومة الى شاطئ الامان وتركوها وهي تجر عباب بحر من الاخفاقات كان احدهم كلما حاول مواجهة اخفاق انتجت لهم المنظومة اخفاقات بل انتكاسات جديدة اكثر شدة وصعوبة من الاولى ولهذا فشل الجميع ليقف رئيس الوزراء الجديد بمواجهة تحديات ليست قليلة. قد لا تختلف هذه الحكومة عن سابقاتها في التشكيل المحاصصي التوافقي لكن ميزتها هو شخص رئيسها الذي يمتاز بخبرة ادارية ومهنية عالية وبشخصية تختلف في تركيبتها وقوتها عن اقرانه السابقين ، لكن هل يكفي ذلك ليعبر بسفينته هذا الموج العاتي من الكوارث التي اصابت البنى التحتية ومؤسساتها ، بالتأكيد لن يكون ذلك سهلاً اذا لم يعِنه فريقه الوزاري والقوى السياسية التي اعلنت دعمها. العراقيون يتمنون اليوم ان يمضي السوداني ببرنامجه الى النهاية ، وان لا يمر وقت قصير حتى تدرك الكتل السياسية انه بدأ الاقتراب من خطوطها الحمر فيحدث المحظور ونعود لعادة ريمه القديمة. ---------------------------------- رأي الدستو أضيف بواسـطة : addustor المشـاهدات : 1240 تاريخ الإضافـة : 01/11/2022 آخـر تحديـث : 28/03/2024 - 10:31 رابط المحتـوى : http://addustor.com/content.php?id=15944 رقم المحتوى : 15944 ---------------------------------- جريدة الدستور Addustor.com