أضيف بواسـطة addustor

تعقيباً على تصريح رئيس  مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني من الافادة والاخذ بمشورة رؤساء ونقباء الاتحادات والنقابات المهنية والتخصصية في العراق الذي التقاهم قبل ايام اضافة الى لقائه مع عدد من الكتاب والمحللين السياسيين ، نود ان نشير (بعجالة) الى ضرورة التعامل وفتح باب التعاون مع الكفاءات الصحفية والفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية وغيرها من المجالات التي يكتب فيها المتخصصون وعدم الاقتصار على مجموعة معينة من الكتاب والاعلاميين ذات التوجه الواحد (تقريباً) اذ ان المرحلة الحالية تتطلب تضافر الجهود وتكاتف قادة الرأي مع السلطة التنفيذية التي عليها ان تنفتح عليهم وتشركهم في حل المشكلات وتطلعهم على الحقائق وتكسبهم الى جانبها بوصفهم صناع التوجه الاجتماعي والمتبنيات الجماهيرية.

ومن جانب اخر من باب صعوبة التواصل المباشر مع الجميع من قبل شخص رئيس الوزراء بنفسه ، فبالامكان ان يصار الى توجه حكومي بهذا المفهوم لتتعامل كل وزارة او مؤسسة حكومية مع ما يعنيها مما ينشر ويبث ويكتب في مختلف وسائل الاعلام من دون تمييز او استثناء او اقصاء ، فجميع وسائل الاعلام بموجموعها تشكل الرصيد والقوة الاكبر واي تجزئة هي بالتأكيد لا تصب في صالح النتيجة العامة والشاملة التي يفترض بالحكومة الحالية استثمارها.

و عند قول (استثمار) وسائل الاعلام والصحافة و مصادر مادتها ، لا نعني العناية بما هب ودب وانما العناية الخاصة بالمصادر المعروفة والمعلنة والواضحة من حيث القصدية وعرض المواضيع والقضايا ، اذ ان بمجموع الكتاب والمحللين و المتخصصين وحتى بعض اعضاء مجلس النواب والمسؤولين السابقين و غيرهم ممن يمكن الافادة من معلوماتهم (من غير القادرين على الوصول الى اصحاب القرار) يشكلون قوة دعم للحكومة اذا ما عرفت كيفية التعامل معها بإيجابية ، ففضلا عن المعلومات التي من بينها طرح مشكلات الجماهير ونقل الصور الى الحكومة بشكل حقيقي خال من الرتوش التي غالباً ما تضعها المؤسسات الحكومية ذات الصلة بنقل الحقائق ، فإنها تقدم حلولاً لتلك المشكلات وتسلط الضوء على خبايا وخفايا قد لا تبدو معلنة او واضحة بشكل جلي لمؤسسات الدولة وقادتها.

ونقترح على الاستاذ السوداني ان يعالج نمط وطبيعة علاقة السلطة مع الصحافة والنخب وقادة الرأي العام ، كون بقاءها على ما هي عليه من تركة علاقة متشنجة بنتها الحكومات السابقة على وفق اهواء وعلاقات خاصة ذات طابع انتمائي او حزبي بخلاف ما يجب عليه ان تكون من علاقة ذات مبادئ وطنية خلاقة هدفها الانسان والوطن ، سيبقي على الغموض وطرح التشكيكات او الاستفهامات (على ابسط تقدير) وهو ما يخسر حكومة السوداني فرصة ذهبية لتحشيد الرأي العام من خلال قادته (الميدانيين) بعد ان يتلمسوا مصداقية وجدية الحكومة في اعادة رسم العلاقة بين الصحافة والسلطة.

المشـاهدات 431   تاريخ الإضافـة 22/11/2022 - 00:06   آخـر تحديـث 28/03/2024 - 14:09   رقم المحتوى 16171
جميـع الحقوق محفوظـة
© www.Addustor.com 2016