السبت 2024/4/20 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم
بغداد 36.95 مئويـة
زعماء بلون الورق .. زعماء بقوة العصا
زعماء بلون الورق .. زعماء بقوة العصا
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب ظافر جلود
النـص :

هل يحتاج العراق اليوم إلى زعيم يقود الأمة إلى مرافئ الأمن والسلام والرخاء، ثم هل شهد العراق على مدى عقوده السابقة زعيم وطني مخلص أنقذ هذه الأمة من الويلات والماسي والإحزان ..

ربما يقول لي البعض في صراحة أو عفوية كلا ..

ويقول الأخر نعم ..

كان لدينا زعماء وطنيون مثل الملك فيصل الأول مؤسس دولة العراق الحديثة الذي كان برفقته عدد من الزعماء الخالدين وان اختلفنا أو اتفقنا حول وطينتهم  فان أمثال نوري السعيد ، طالب النقيب ، جعفر أبو ألتمن ، جعفر العسكري ، عبد المحسن السعدون ، رشيد عالي الكيلاني ، علي جودت الأيوبي ، لندخل مع زعماء الجمهورية الأولى بدأ من عبد الكريم قاسم ، عبد السلام عارف ، احمد حسن البكر وانتهاء بصدام حسين ، وثم نوري المالكي واياد علاوي ، وللأسف فان بعضهم كان مخلصا والأخر قد أحال العراق إلى  ركن من اركان جهنم .

قد لا احسد الحكام الجدد جميعا منذ 2003 وللأن على وضعهم المأساوي وظهور الارهاب بقوة ، وانقسام المجتمع ،  وبؤسهم الإداري وسعة مشاكلهم واضطراب أحوالهم وفسادهم وشلتهم كنتيجة حتمية لضعف إمكانياتهم القيادة ونقص في خبراتهم الإدارية وفشل كل المحيطين بهم من انتشال وضعهم المتردي ، لان الجاهل لا يمكن أن يأتي بحكيم وهذه قمة المأساة في العراق.

نعم القيادة مُعَرّوَفةُ  أنها الكلمات الناجعة والمهارةَ والتأثيرَ واكتساب القدرةً والتأثير لكي تَحْصلُ على رضا الناسِ ، والاهتمام بأحاسيس الأفراد ومشاعرهم، وجعلهم يشعرون بكرامتهم وأهميتهم، ولهذا فإن الزعيم المؤمل عليه اليوم السيد محمد شياع السوداني  وبخطواته الاولى التي اعتبرها مباركة للان، عليه ان يبتعد ولو بعض الوقت عن الاستماع  لإراء  أتباعه سياسيين واعلاميين المتمليقين الذين بدوا يظهرون بكثرة ، والاستماع لصوت الشارع والفقير والمعذب ، هنا يولد سؤال ملح وضروري، هو كَيفَ تَبْني ذلك التأثيرِ في الناسِ وأنت الزعيم الذي يؤمن، بموهبتهم، بأفكارهم ، بالتزامهم ، وببراعتهم، إذ هي بداية الدرس الأول عندما تُزاولُ نشاطك كزعيم وقائد ِ، في حين إن لا يكون سلوكك هو طبيعتك الثانيةَ، وتكون بذلك قد أتقنتْ عاداتُ الصبرِ، الشفقة، التواضع، الاحترام، التسامح، الأمانة، والالتزام.

ويمكن القول إن الزعيم الناجح هو القادر علي تولي إدارة من حوله سواء من المستشارين أو المتملقين ومدراء مكاتب إلإعلام ،الإقتصاد ، شؤون مواطنين ، إدارة  الأمن ، من أجل ضمان تدفق المعلومات بدقة وفرض نفوذه على واقع الحال، لذلك يتعين على الزعيم أن يتجنب الوقوع فيما يسميه أصحاب مصطلحات العلوم السياسية بـ (فخ الإمبراطور)، وهو المنزلق الأخطر في وجوده والذي يجعله لا يستمع إلا إلى الكلام الذي يطربه مثل الحديث عن  النصر والوجاهة والفتوحات والمكرمات، ومن التحليل المتعمق والذي يحمل مفارقة واضحة أن هذه النتائج أصبحت واقع حال في العراق بدأ من رئاسة الجمهورية ومجلس النواب ورئاسة الوزراء، ووسائل الإعلام المختلفة،  ( وضاع الخيط والعصفور) .

فالزعامة السياسية يا سادتي  تعني القدرة الذاتية على اتخاذ القرار السياسي المحقق لأقوى إمكانيات الصواب وأقصى درجات الاطمئنان النفسي للشعب، وتؤكد مراجع الفكر السياسي  التي حددت صفات الزعامة السياسية اللازمة  بقدرتها على اتخاذ القرار مصيري مثل إنقاذ الوطن، في ظل هذا الواقع الحزين، فهل تستطيع زعامة العراق الجديدة أن تتخذ قرارا ينقذ البلد من مصير مجهول، إذ علينا اليوم أن نفكر بالكيفية بأن نأتي بزعيم وطني يمسك بزمام الأمور ويدير دفة هذه السفينة التي تتلاطمها الأمواج من حدب وصوب، أن الجميع عليهم أن يدركوا أنها السفينة لو غرقت سنغرق كلنا معها وليس هناك ناج منها.

*صحافي عراقي

 

المشـاهدات 289   تاريخ الإضافـة 28/11/2022   رقم المحتوى 16240
أضف تقييـم