الخميس 2024/4/18 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 27.95 مئويـة
في الصميم حيادية (هنا لندن)
في الصميم حيادية (هنا لندن)
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي الزبيدي
النـص :

ما يقرب من خمسة وثمانين عاما ظلت اذاعة القسم العربي من هيأة الاذاعة البريطانية تستقطب الكثير من المستمعين على امتداد مساحة الوطن العربي واينما وصل صوت مذيعيها عبر الاثير وهم يرددون اللازمة المعروفة (هنا لندن).

 يوم الجمعة الماضي 27 كانون الثاني 2023 وعند الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت بج بن توقفت هذه الاذاعة بما لها وما عليها . توقفت لأسباب اقتصادية ولمواكبة التطور الحاصل في وسائل التواصل الاجتماعي  كما جاء في الخبر  بعد ان رفعت الخارجية البريطانية الدعم عنها  ويبدو ان السياسة البريطانية قد استنفذت اغراضها من هذه الاذاعة التي كانت منذ انطلاقها تعبر عن وجهة النظر البريطانية  من مجمل القضايا العربية وتوظفها لخدمة المصالح البريطانية.

وخلال هذا  الاسبوع قرأت الكثير مما كتب  وقيل  عن حيادية اذاعة البي بي سي العربية وكأنها الاذاعة الوحيدة والاولى في العالم التي تعتمد الحيادية في تناول الاخبار لكني قد أعذر الذين عملوا في هذه الإذاعة باعتبارها كانت تشكل مورد رزقهم ورزق عوائلهم وقد ينسون ان هذه الاذاعة لم تك في يوم من الايام حيادية في كل ما يتعلق بالحق العربي في اي بقعة من الوطن العربي  فهل كانت حيادية مع ما ارتكبه  الكيان الصهيوني ضد شعبنا الفلسطيني من قتل وتهجير مستمر لهذا اليوم؟  أم  كانت حيادية في نقل جرائم الجنود البريطانيين  في العراق  في قتل المواطنين العزل او تعذيبهم وتفخيخ السيارات  وهل تعاملت اذاعة لندن باخبار غزو واحتلال العراق و العدوان على ليبيا كما تعاملت مع غزو روسيا لأوكرانيا مثلا؟

صحيح كانت اذاعة لندن تشد المستمع بحرفية كتابة الخبر وفي طريقة قراءته ونطق مخارج الحروف  فهي افضل من كثير من إذاعاتنا العربية لكنها في جانب الحيادية كانت  مثل (الاعور بين العميان).

وفي الحقيقة كنت ولزمن قريب اتابع اذاعة لندن العربية وكانت تستهويني برامجها  المتنوعة مثل العالم هذا الصباح وندوة المستمعين  وقول على قول والسياسة بين السائل والمجيب  وكنت استمع لها بشغف واجد متعة في صياغة الخبر او قراءة الجملة واختيار انجح المذيعين القاء  لكني لم اقتنع يوما ان هذه الاذاعة تمتلك الحد الادنى  من الحيادية لانها ببساطة كما اسلفت تمثل المصالح ووجهة النظر البريطانية .

لقد كنت في العام 2009 مدعوا لحضور حفل اليوبيل الماسي لاذاعة صوت العرب في القاهرة وكان معي زميلي واخي الدكتور ايمن خالد  وصادف ان جلس على نفس  الطاولة الزميل خليل فهمي مدير مكتب الاذاعة البريطانية في القاهرة والذي تحدث بأسهاب عن حيادية الاذاعة البريطاني وبعد ان انتهى طلبت الحديث فكان لي ذلك فأشرت الى حالة واحدة من حيادية اذاعته حين اعلن العراق تأميم ثروته النفطية في الاول من حزيران 1972 وكيف تناولت الاذاعات العربية الخبر وكيف ان اذاعة لندن الوحيدة بين كل الاذاعات  التي قالت في صدر نشراتها الاخبارية لذلك اليوم ما نصه( العراق يستولي على شركات النفط الاجنبية ) فأسقط في  يدي صاحبنا وعندما اراد الرد قال له راعي الاحتفال الدكتور علي  الدين  هلال باللهجة المصرية (ترد بأيه ما  الراجل افحمك) وضحك الحاضرون . فهل مازال من يعتقد بحيادية (هنا لندن) ؟.

المشـاهدات 460   تاريخ الإضافـة 01/02/2023   رقم المحتوى 16729
أضف تقييـم