الخميس 2024/3/28 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 20.95 مئويـة
الخبراء الامنيون الحقيقيون كنوز للمعرفة
الخبراء الامنيون الحقيقيون كنوز للمعرفة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب رياض هاني بهار
النـص :

الخبير في المعنى العام هو الشخص الذي تراكمت لديه الخبرة من استمرارية العمل في اختصاص معين و لعدة سنوات معترف بها وإن المؤهل الأكاديمي والخبرة العملية والتدرّج في سلم العمل البحثي هي وحدها التي تصنع الخبرات لتشق طريقها إلى الأعلى بكفاءة وجدارة وجدية ، وعلى ضوء ذلك ليس لكل الكفاءات صفة الخبير، لكن لا يمكن في المقابل الاعتراض على الاختيارات الخاصة لبعض الأشخاص الذين لا يحضون باعتراف ضمني بخبرتهم من قبل زملائهم أو لدى المؤسسات التي ينتمون إليها.يبدو أن السؤال المهم الذي يقفز إلى الذهن يدور حول: ما الذي يصنع الخبرة الامنية والخبراء؟هناك حقيقة علينا ادراكها ، ليس كل من انتمى الى الشرطة أو الجيش او درّس في مدارسها او اكمل دراسته الاكاديمية بالعلوم السياسية ان يكون مؤهلا وامتلك الجرأة على الحديث هو في الواقع خبير، وليس كل من يقدّم أو ينصّب نفسه على هذا المعنى له الأهلية لتقديم هذه الخدمة، فالكثير استغل الفراغ القانوني لعدم لتنظيم هذا المجال (سوقوا نفسهم) بانتحال هذه الصفة فيه استغباء لأصحاب الاختصاص والرأي العام والمواطنين والأشدّ غرابة في هذا الاستغباء هو وجود شبكة من العلاقات تشجّع على ممارسة هذا النشاط وتروّج له والحال أن مجمل الآراء المقدّمة، والحال أن مجمل الآراء المقدّمة لا تعدو أن تكون مجرّد حديث يكاد أن يكون فارغ المضمون .على سبيل المثال الخبير الامني ، عبارة الامن جاءت مطلقة فهو مختص باي مجال بالامن ، امن وطني ، امن اقليمي ، امن دولي ،امن اجتماعي ، امن مجتمعي ، امن جنائي ،امن بيئي ،امن اقتصادي ...الخ قد تبلغ اكثر من ثلاثون مفهوما لتصانيف الامن ، اضافة الى تربع البعض على بعض الفضائيات وخلط متعمد بين الامن بالاستخبارات بالعمليات ، وهذا بحد ذاته تشويه متعمد للصورة الحقيقية للأحداث أننا بالوقت الحاضر في حاجة إلى نخب يملكون القدرة على التأثير في السلطة والمؤسسات التنفيذية والتشريعية وان تضع القضايا الأمنية بمسؤولية كبرى على الخبراء الحقيقيين والمثقّفين، فهم الأكثر تأهيلا لإشاعة الوعي وتحفيز المواطنين والاسهام في صون البلاد، انطلاقا من مُثُلهم السّامية وتَجذّر هويّتهم الوطنية ونأيهم بأنفسهم عن الدوافع الشخصية الضيّقة

 

الخلاصة

 

من المهم أن يترسّخ وعي أساسي لدينا بأن الخبرة الأمنية ليست للنخبة السياسية التي تهيا عناصرها للدفاع عن اخطاء الساسة وتتصالح مع متطلباتها المصلحية، وليست لنخبة تختارها جمعية أو مؤسسة أو حزب ، بل هي عملية فكرية لها سياقها الأمني وامتدادها الاجتماعي والتاريخي.

 

 

المشـاهدات 288   تاريخ الإضافـة 04/02/2023   رقم المحتوى 16742
أضف تقييـم