الخميس 2024/4/25 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 29.95 مئويـة
عيون المدينة وحنينُكُم أبداً لأوّلِ مَنزِلِ ..
عيون المدينة وحنينُكُم أبداً لأوّلِ مَنزِلِ ..
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عزالدين المانع
النـص :

لم يتعلّق أحد بوطنه ومنزله كما تعلّق بها الإنسان العربي ، والعراقي بشكل خاص ، حتى لو هاجر أو تغرّب بمشيئته ورغبته ، ويبقى الأمل بالعودة إلى الديار والحنين إلى مَرابع الصِبا جُزءاً لا يتجزّأ من حياته وعاملاً مُهِمّاً مِن عوامل بقائه على قيد الحياة والإستمرار فيها ..

ويزداد حنين العراقي المُغترب أو المُهجّر قسراً كُلّما امتدّت بِهِ الأيّام والشهور والأعوام ..

فهذا ( المُتنبّي ) ألشاعر العربي الخالد الّذي غادر وطنه العراق مُرغماً وبقي يُعاني في الغُربة في مصر برغم ما توفّر لهُ فيها من وسائل العيش والترحاب ، وراح يُصوّب بَصَرَهُ نحوَ العِراق فلا يجد عن وطنه بديلاً ليتعلّل به ويحن إلى أحضانه ، فراح يُخاطِبُه ؛

 

( بِمَ التَّعَلُّل لا أهلٌ ولا وطنُ

 

ولا نَديمٌ ولا كأسٌ ولا سَكَنُ

 

ما كُلُّ ما يتمنّى المَرءُ يُدرِكُهُ

 

تَجري الرياح بِما لا تَشتَهي السفنُ )

 

 ورُبما كان بعض الّذين اضطرّوا إلى الهِجرة ومُغادرة الوطن لهُم مُبرّراتهُم وأسبابهُم التي فُرضت عليهم ولا تخفى على ذي بصيرة ،

حيث أفرزت سنوات ما بعد الإحتلال المريرة

حالات لم يألفها العراقيّون أبداً من قبل ، وتنفّست بعض الأصابع الخبيثة الوافدة عبر الحدود المشرعة لتمُزّق أشلاء الجسد العراقي الواحد ، وراحت تعبث بمُقدّرات أبناء المحلّة الواحدة والمدينة الواحدة ،

وتُحاول زرع الفتنة وتُزيل الوحدة والمحبّة التي تميّز بها العراقيّون ، حتى اضطر العديد منهُم إلى مُغادرة البلاد ومُفارقة الديار بعد أن أصبح البقاءُ فيها محذوراً

وهُم يُردّدون قول الشاعر العربي

 

( ليس المُقام بدار الذُل من شيمي

 

ولا مُعاشرة الأنذال من هِمَمي )

 

ومع كُل ما أسلفنا ، فلا يزال العراقيّون في بلاد الغُربة يُردّدون قول ( أبي تمّام )

 

( نَقّل فؤادك حيثُ شِئتَ مِن الهوى

 

ما الحُبُّ إلّا للحبيب الأوّلِ

 

كم منزلٍ في الأرض يألفُهُ الفتى

 

وحنينُهُ أبداً لأوّلِ منزلِ ) ،،

 

 

 

المشـاهدات 331   تاريخ الإضافـة 04/02/2023   رقم المحتوى 16743
أضف تقييـم