الثلاثاء 2024/4/23 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 33.95 مئويـة
في الهواء الطلق نهاية الذباب الحاكم
في الهواء الطلق نهاية الذباب الحاكم
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي عزيز السيد جاسم
النـص :

تاريخ الشعوب ومعاناتها تشترك على مر العصور والازمان ، وان تبدلت الظروف في هذا البلد او ذاك فتتبدل معها اشكال المعاناة تبعاً لمتغيرات الزمن وتطوراته او نكوصه ، الا ان الامر المسلم به ان الفجوة القديمة بين الملوك والسلاطين وبين عامة الناس والبسطاء الفقراء منهم  ثابتة كجبل لا يتزحزح من حيث بقاء هذه الفجوة بين الحاكم والمحكوم.

ورغم ان اغلبية نهايات الحكام وحاشياتهم كانت نهايات تعيسة وبائسة ومخزية ، الا ان ذلك لم يحدث فرقاً لدى الحكام الجدد ولم ينفعهم اطلاعهم ومعرفتهم عن كثب على قصص الحكام الظلمة الفاسدين الذين نسوا اصلهم و حجمهم بعد ان تسلطوا على رقاب الناس عبر ذبح الناس.

في الواقع لا يوجد مسؤول او متسلط لديه القدرة على مراجعة ذاته وتقصير نفسه ، فجميع الحكام يرون في حكمهم العدل والحق والايمان وتنفيذ العدالة الالهية والاجتماعية يضاف لها اختراع مناهج واساليب جديدة لتنفيذ ما يرونه عادلاً ، وعلى سبيل المثال تعويض انفسهم وعوائلهم بما لا يرضاه الله وانبياءه وعباده.

في بلاد الواق واق تجاوز الحكام الجدد جميع التوقعات وفاق ما حل بالبلد ما يمكن ان يتخيله المرء من سوء ، فالسرقة والفساد الاخلاقي وبيع الذمم وانزال المنحطين في اعلى المقامات ووضع الشرفاء في اسفل الزوايا والخانات ليست الا شيئاً بسيطاً يمكن ذكره ، بينما ما خفي هو الاعظم هذا اذا بقى شيء مخفي!

ان يسرق المرء لشراء منازل وعقارات وان يشبع فاقة وضعف وملذات مكبوتة فلا بد ان تصل به الحالة الى مرحلة الكفاية والشبع حد التخمة ن لكن ان تتفاقم الحالة وتتحول الى مرض خبيث معدي لا يتوقف عند حد فهذا ما يجب استئصاله وقلعه من جذوره.

جذور الحكام الجدد يصعب قلعها رغم انها واهية ولا اساس ممتد لها وسرعان ما ستسقط اشجارهم العليا الوهمية في اول مهب ريح ، يصعب قلعها لان هناك من له مصالح في بقائها ، هذه المصالح تكالبت جميعها على العراق لنهبه وتحطيمه مرة والى الابد كما هو واضح من مسارات الدولة وتيهانها وعدم وجود اي وضوح حقيقي لمآلها.

السرقات المليارية الدولارية واختفاء اموال الدولة وايراداتها بعد تخمة الحكام و توفير الارصدة الكافية لتمويل جميع انشطتهم على مدى اكثر من مئة عام ، يعيد طرح السؤال القديم الجديد ، اين تذهب كل هذه الاموال المهولة الطائلة والبلدان تعاني من الفقر وتردي الخدمات والاوضاع العامة والبنى التحتية والاقتصاديات؟

قيل ان هناك من يتحكم بتجارة الملاهي والدعارة في بعض البلدان (المتقدمة) ويقال انها تشهد تطوراً ملحوظاً في بناء شبكات من الملاهي صار فيها عمل المومسات بشكل مجاز ومنتظم وصحي للغاية ، فمال الدعارة يستثمر فيها ليدر على المصلحة بالمال الوفير الذي يكفل تنميتها وتكوين بنى تحتية لها وحماية مركزية لها.

سيق هذا المثال لانه اقبح مثال نجح فيه اصحاب الرذيلة كونهم متصالحون مع انفسهم ويتوافقون مع ما يعرضون ومع ما يتقدمون به من طرح يخص كارهم ، اما لماذا هذا السياق فانه ياتي لتذكير البعض وبمثابة وخزة في قفاهم عسى ان يصحوا ويراجعوا طروحاتهم الوردية الاخلاقية المبدئية المشبعة بالمثل والقيم العليا والتي لم ترى الناس الفقراء منها شيئاً.

الحكام الجدد الذين نسوا انفسهم بحاجة الى من يصحيهم من حلمهم الذي باتت نهايته وشيكة لشدة ما بالغوا به من انحطاط وابتذال واسترخاص كل ما هو انساني ورباني ، انحطاط باسم الانسانية وباسم الرب وعباده الصالحين ، انحطاط وسخف لم يسلم منه لا من في الارض ولا من في السماء!

بحكم عجلة الزمن ومعطيات التاريخ سنشهد نهايات لحكام كانوا اشبه بالذباب على المائدة وتحولوا الى وحوش كاسرة سرعان ما ستدق اعناقهم بمضرب الذباب او برشة من بخاخ الفليت المصنوع محلياً.

المشـاهدات 334   تاريخ الإضافـة 27/02/2023   رقم المحتوى 16828
أضف تقييـم