الثلاثاء 2025/5/13 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
السماء صافية
بغداد 36.76 مئويـة
نيوز بار
متحف صغير... لچيمن الكبيرة
متحف صغير... لچيمن الكبيرة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب حسن عبدالحميد
النـص :

يقينا ... مثلما لا يخفى على أحد أن الدول و الشعوب تحتفي و تفخر بالرموز من مبدعيها في مختلف مجالات الابدع..فنا..أدبا..فكرا و معرفة الى جنب جميع الاختصاصات والمدارك الثقافية و الرياضية  التي من شانها تعمل على توسع حجم الحياة وتعيد صياغتها وفقا لمعاني فهم وهضم  قيم الجمال و روعة الاحساس بثقة الوجود من خلال و نواتج أنجازات هؤلاء.. من حيث هو "اي الجمال" جوهر واساس بقاء الكون ..ثمة من يقول من فلاسفة الجمال؛"نعمتان في الحياة ...حب الفن و فن الحياة"...أزعم أني قد تعرفت عن قرب و حقيقة اعجاب بلوامع منجزات الفنانة التشكيلية الكوردية الكبيرة "چيمن اسماعيل" عبر مرايا ايام "سمبوزيوم حلبچة" الذي أقامته المديرية العامة للثقافة والفنون بهذه المدينة التي تعرضت-كما يعرف الجميع..بل العالم باسره لأبشع وأقذر قصف كيماوي شرس"..في ذلك الملتقى التشكيلي الذي أقيم في الربع الاخير من شهر كانون ثاني العام الماضي..تعمقت صلة التعرف على بعض عوالم ما أنجزت من تجارب المبدعة"چيمن" أبنة مدينة الثقافة و الجمال و النور "السليمانية" والتي شاء لها دراسة الفن والتخصص به في أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد أواخر الثمانينيات وبداية تسعينات القرن الماضي.. وبعدها شاع اسمها وسطع عبر العديد من المعارض الشخصية والمشتركة في اقليم كوردستان وعدد مماثل في الكثير من المدن والعواصم الاوربية التي أعجبت وادهشت بتنويعات تجارب مختلفة و مهمة لما تمتاز به"چيمن" من خبرة و جراة وشجاعة طرح وقوة انسجام  ما بين أفكارها ومرحل تنفيذها على نحو ما تخطط وترسم بكل هدوء وثقة و استرخاء..حتى في أقسى مراحل  الفترات الاليمةو الصعبة التي تلت رحيل زوجها الفنان المسرحي الكبير "حسين ميسري"وهو في أوج عطائه الابداعي في محافل المسرح التجريبي  و اعماله التلفزيونية التي لم تزل حاضرة و مؤثرة في وجدان و ذائقة المشاهد الكوردي..حتى من بعد رحيله منذ اكثر من عشرة اعوام..لقد تسنى لي عبر زيارتي الاخيرة لسليمانية-قبل أيام- معاينة سلسلة تجارب چيمن في الرسم و مجاوراته في مجال الفن المفاهيمي و التركيبي عبر محاولات ذكية و مدهشة معززة  و مزدانة  برؤى و أفكار و طرح مواضيع وقضايا عالمية ...بل كونية.. اتضح لي كل ذلك لدى زيارتي لمشغلها في أروقة منزلها في منطقة " سرچنار" ولساعات متواصلة ..حيث تصادف  جودي في السليمانية بعد يومين من مجريات الاعداد و المباشرة في انجاز فيلم وثائقي يتناول عمق و صدق ثراء تجربتها متناسقة ومتحدة مع تجارب زوجها الراحل لحساب قناة" روداو الفضائية"..يجدر أن نذكر بان هذه الفنانة القديرة قد قامت بعمل متحف في منزلها يضم جميع مقتنيات و متعلقات و أدق و دقائق تفاصيل حياته.. بشكل متقن و منظمة  ومبوب وفق خبرة وأحساس ودراية بواحبات الحرص واقيام حقيقة الوفاء العظيم الذي تحمله هذه السيدة الراقية لزوجها المبدع الحقيقي والنوعي هو الاخر...بعد كل هذا الا تستحق ان تفكر الجهات المعنية بشأن الثقافةو فنون بتخصيص دار تراثية مناسب تكون بمثابة متحف يحوي و يضم مجمل عطاءات ومنجزات مثل هذه الاسماء. الرموز التي تعتز و تفخر و تسمو بها الشعوب و المجتمعات الحضارية والمتمدنة كما هي حبيبتنا..السليمانية..وهي الاجدر بحفظ ثراث أبنائها من طراز چيمن و حسين ؟!

 

Hasanhameed2000@yahoo.com

المشـاهدات 373   تاريخ الإضافـة 05/03/2023   رقم المحتوى 16859
أضف تقييـم