الجمعة 2024/4/26 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 28.95 مئويـة
الفنان محمود فهمي الواقعية والخيال في بوليفار بغداد
الفنان محمود فهمي الواقعية والخيال في بوليفار بغداد
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

  رعد كريم عزيز

 

ظاهرة مبهرة وكبيرة شهدتها القاعة الفنية  ( the  gallery) في الكرادة ببغداد في افتتاح المعرض الفني(بوليفار بغداد ) للفنان  المغترب محمود فهمي,ولاول مرة في بغداد , بعد معارضه خارج البلاد , وهذه الظاهرة تجسدت بالحضور الجماهيري الكبير وقبل افتتاح المعرض بساعات ,حضور رسمي وفني وجمهور واسع من المتذوقين ومحبي فن محمود فهمي . احتضن الكاليري بقاعته البيضاء المميزة لوحاته التي تعكس حياة الطبقة الوسطى العراقية ,وطبيعة ثقافتهم التي أصبحت هويتهم البارزة طوال تلك  العقود .ومحمود فهمي يبهرنا  بالضوء والظل ليمنحنا الواقعية ممزوجة بالخيال ,حتى أن أسلوب حياتهم ,وكتبهم وملابسهم وادوات عصرهم ,ماثلة كشاهد على رقة مرورهم بالزمن في أمكنة عراقية أثيرة وساحرة في بلاد الرافدين. كان الجمال وحده بكل عنفوانه والوانه هو السمة البارزة في معرضه ببغداد .

الفنان محمود فهمي عبود  المولود  1962 بابل / العراق  حاصل على ماجستير  الفنون الجميلة  أكاديمية خاركوف للفنون _ أوكرانيا. عمل مصمماً بصرياً ورسام قصص أطفال، وله  50 كتاباً منشوراً للأطفال. 1999-200 عمل في النرويج مدرسا للرسم في كلية الفنون .عام 2002-2011 عمل رساماً ومصمماً في مراكز الطفولة  و مدرسا للرسم في الشارقة . ‏يعمل حاليًّا فناناً متفرغاً, وقد نظم العديد من المعارض لأعماله،شارك في الكثير من المعارض الفنيةالجماعية في الإمارات وخارجها .2013 ‏نال الجائزة الأولى من جمعية الإمارات للفنون الجميلة .كرمته دائرة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقةوهو ‏عضو في جمعية الفنون الجميلة الروسية. يعيش حالياً متنقلاً بين الإمارات وكندا.

كشف هذا الحضور الكثيف في معرضه ببغداد  ,عن إجماع شبه تام على ان لوحات المعرض جذبت اكثر من فئة ,الكبار بشوقهم الماضي حين كانت الطبقة المتوسطة تحظى بركائز ثقافية واجتماعية راسخة ,انعكست على لغتهم والعناية بها ,وطراز بيوتهم وعنايتهم بالحدائق ,والمشتركات في الأدوات مثل علب الحلوى والعلامات التجارية العالمية لمسجلات الصوت والدراجات الهوائية ونوع السيارات ,وفئة النساء والعائلة العراقية في حرصها على الحضور والرغبة الجامحة للاقتناء لانهم يشعرون بان الرسام صور حياتهم ودخل ذاكرة جدران بيوتهم ,وفئة الفنانيين أنفسهم بحرصهم على الحضور وإبداء الرأي الفني ,لذا فان معرض الفنان محمود فهمي انتصار لجماهيرية الفن العراقي وعلو شأنه وحتى اعادة تقييم اسعاره التي تليق بالفن العراقي بالتوازي مع الفن العالمي .

وإذا كان لابد من الالتفات للأداء الفني عند محمود فهمي فإن لوحاته تمزج بين العمل الواقعي الدؤوب وتقنياته التي تحتاج الى صبر طويل واشتغال دقيق وبين الانطباعية التي تضفي على عملية الضوء والظلال انعكاسات جامحة في استخدام اللون بكتلته الخشنة وهي تتدرج بحرية انفعالية وحسية عالية لذا فان لوحاته تحتاج الى الانسحاب من منطقة التحديق المباشر الى المشاهدة من مسافة كافية للعثور على سطوع الضوء الطاغي لشخصيات بغداد ونسائها وكذلك الشخصيات التي زارت بغداد في تلك الحقبة ووضعت بصمة خاصة في تاريخ بغداد .

وثمة تنوع جديد في لوحات تعتني بالمطربين فكانت لوحة الفنان ناظم الغزالي ومائدة نزهت في لقطات منتقاة من الانفعال الفني والتوقف عند لحظة انفعالية تمثل رؤية محمود فهمي للمطرب بحسية عالية تسهم الانطباعية في إنجازها .

وعمد الفنان محمود فهمي الى عرض بعض (سكتشات ) اللوحة وهي منفذة بالفحم على الورق وأخذت هذه (السكتشات) حيزا من الاهتمام لدى الجمهور الذي اقتنى بعضا منها في أول يوم لمعرض(بوليفار بغداد) . وكما هو في كل توجهاته الفنية فإنه يؤكد على الجمال والرقة والحالة الايجابية والهدوء ,متجاهلا السوداوية او نبش احزان الماضي في سعيه لاحتواء الجمال بكل طغيانه ورقته.

وعلى حد قول الفنان (عماد جبار) في تعليقه على ظاهرة الكثافة الجماهيرية التي تزور المعرض بقوله(اخرج الفنان محمود فهمي الفن العراقي من غرفة الإنعاش ).

المشـاهدات 547   تاريخ الإضافـة 19/03/2023   رقم المحتوى 16955
أضف تقييـم