
![]() |
المتحوِّلون الى كلاب |
![]() 72239.jpg - 900*550 - 124 KB |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : يقول الحداثيون : ان " سعادة الانسان تكمن في نزوعه نحو المادة " فقد حددت البراغماتية شروط حياة الرفاهية، دون الالتفات الى الجانب الروحي عند الانسان، فالمجتمعات المترهلة اقتصادية تمتلك كل وسائل الرفاهية ، لكنها منزوعة الروح، قلقة ، تبتكر في كثير من الاحيان صرعات غير مألوفة لكسر النمطية والرتابة كما يقولون، كظاهرة " التحول الكلبي او الخنزيري" وظاهرة الملابس الممزقة ، والعري المفرط في الشوارع ، والهوس الجنسي ، والمثلية والتحول الجنسي ، والنوسيقى الصاخبة وغيرها الكثير، وكل هذه الظواهر ، وسائل لمن يريد التخلص من ضغوط الحياة، لكنها تؤطر تحت يافطة الحرية الشخصية ، كما هو حال البذاءة والمحتوى السافل التي يعتبرها البعض حرية رأي . ربما أصبحت ظاهرة التحول الجنسي من ذكر الى انثى او بالعكس ، أمراً عادياً لفرط ما تناولها الاعلام ،ونَظَّر لها البعض ، ومع كل هذا تبقى في حدود البشر ،وربما تكون ضرورية للبعض تماشياً و طبيعة الانسان وتركيبه البيولوجي ، أما ان يتحول الانسان الى كلب او خنزير، ففي الامر وقفةُ تأمل . صرعة المتحولون الى كلاب تنتشر هذه الايام في اوربا ، وبالاخص في بريطانيا وتنتقل رويداً رويداً الى بعض الدول العربية. ففي المملكة المتحدة وصل عدد المتحولين الى كلاب اكثر من 10 الاف شخص . هؤلاء يرتدون ازياء اشكال الكلاب ويعيشون حياة الكلاب ، ويمارسون افعال الكلاب في الاكل والشرب والنوم والتعامل مع الاخرين . ممارسات غريبة يفسرها البعض بانها خروج عن المألوف ، او التخلص من القلق ومسؤوليات الحياة ، إذ يقول احد المتحولين ان " كلبي محظوظ يمارس حياته دون ادنى مسؤولية وينام 16 ساعة في اليوم ، ولا يطلب منه أداء اي وظيفة" . واخر ينفق 15 الف دولار ليصبح كلب من سلالة “Collie” الاسكتلندية ، بعدما قرر التخلي نهائياً عن كونه إنساناً، وذلك على حد وصفه. ان اكثر المنخرطين في هذه الظاهرة هم إنهزاميون لا يتحملون المسؤولية ، محبطون يتملكهم القلق ، يدمنون الذل والمهانة . والغريب في هذه الظاهرة بعد توسعها وتطورها ، فقد افرزت جمع من المعتاشين عليها مثل المدربين الذين يعلمون المتحولين على تقمص شخصية الكلب ، وشركات لأزياء الكلاب، ومتعهدين لاقامة مسابقات للنباح على مستوى اوربا وكذلك مسابقة اختيار افضل كلب بشري تحت عنوان " مستر اوربا "، وربما سنشهد ما لا عين رأت ولا أذن ٌ سمعت عن ابتكارات اخرى جديدة . الفراغ الروحي الذي يعيشه المتحولون دفعهم الى اعتناق هذه الظاهرة المقززة، فلو تابعنا سلوكيات هؤلاء عبر الفيديوهات التي تنتشر في موقع اليوتيوب ، لشاهدنا حجم القباحة في هذا السلوك ، وكيف يتحول الانسان العاقل الذي اخترع كل الوسائل للحياة والجمال والرفاهية ، الى بهيمة ، همها علفها. ورغم ان الله خلق الانسان في احسن تقويم " إنا خلفنا الانسان في أحسن تقويم " إلا ان التلوث الروحي يوجه بعض البشر الى الفعل النشاز الممزوج باللاعقلانية . يرى علماء النفس ان المتحولون في هذه الظاهرة ، لديهم ازدواجية باختيار نوعين من الحياة ، الحياة الطبيعية في العمل وبين الناس واخرى الحياة الحيوانية "الكلبية "فهم " ماسوشيون" اي يتلذذون بالتعذيب الجسدي والاذلال" يبدو من خلال تعليل العلماء لهذه الظاهرة ان نزعة الاذلال عند البعض ذاتية ملتصقة بهم ، تظهر احيانا بالتحول الى كلب او خنزير، او ان يكونوا عبيداً بارادتهم الاخرين ، وهم بالنهاية يتحولون من بشر الى حيوانات تلهث وراء غرائزها، تبقى صرعة التحول والاستبدال صرعة غريبة عن الماهية الانسانية التي كرمنا الله بها والتي قال عنها " ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ". |
المشـاهدات 1412 تاريخ الإضافـة 19/03/2023 رقم المحتوى 17001 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |