السبت 2024/4/20 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 22.95 مئويـة
جرائد البلد لا تطرب
جرائد البلد لا تطرب
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

علق الزميل عدنان ابو زيد على تهافت المسؤولين لدينا وانبطاحهم للقاء وسائل الاعلام الأجنبية ومنها الصحف السعودية تحديداً بعد أن التقت صحيفة الشرق الأوسط بثلاثة رؤساء عراقيين ممن هو على رأس منصبه أو من غادر المنصب ليقرن ذلك بالمثل القائل مغنية الحي لا تطرب.

أتفق مع ابو زيد بقبول المسؤول لدينا وعدم ممانعته في إجراء لقاء مع أية صحيفة عربية بمجرد رغبتها في ذلك ، فيما يقرن رغبة الصحافة العراقية بالموقف من ادائه وبمدى دعمها وتطابق توجهاتها مع اهوائه ، والدونية التي ينظر بها هذا المسؤول لصحافة بلده حيث لا يرى فيها منافساً في الأداء أو المستوى للصحافة الأجنبية لانعدام ثقته بنفسه ولاسقاطاته التي يرى من خلالها أن صحافة بلده تمثل عيناً رقيبة يعرف عنه  كل صغيرة وكبيرة ويعد عليه كل شاردة وواردة فيمتنع من لقائها ويختلق الأعذار لعدم مواجهتها ويطلب معرفة الاسئلة قبل اللقاء وهو عرف لم يحدث الا في النظم الشمولية اذ يشترط على الصحفي ان يحصي كل كلمة سيقولها بحضرة المسؤول ، ان لم يفرض على الصحفي إرسال المقابلة للاطلاع عليها قبل النشر ليشطب منها كل ما يمكن تفسيره على انه اساءة او مثلبة تم اغفالها.

ولأن الأمر لا يتعلق فقط بالمسؤول ونظرته الفوقية لصحافتنا بسبب رغبته ان تكون صحفنا صحف سلطة وببغاوات تلهج بذكر وحمد المسؤول بل ان السبب الأهم هو ضعف صحافتنا وعدم قدرتها على مواجهة هذا الاستعلاء وتقديم نموذج يرغم المسؤول وسواه على احترامها ، لاسيما تلك الصحف التي تحولت الى وسيلة اعلانية رخيصة للارتزاق بدون لون ولا طعم ولا رائحة ولا موقف ولا مهنية وبدون محتوى يستحق المتابعة فصارت باهتة يزيد من جراحاتها تهافت بعض صحفيينا لتقديم الولاء والطاعة لأي مسؤول وان كان فاسداً او تدور حوله شبهات فساد ليحظى منه بالهبات والعطايا ولتذهب المهنة الى الجحيم.

العلاقة بين المسؤول لدينا والصحافة ما زالت ملتبسة ولها اسبابها ، فالمسؤول لا يحترم الصحافة المهنية بل يخشى الصحافة الوقحة والمبتزة لأنه غير واثق من نفسه ان لم يكن يشعر بأنه مكشوف وعليه ان يداري على فضائحه.

باسم الشيخ

المشـاهدات 308   تاريخ الإضافـة 27/03/2023   رقم المحتوى 17506
أضف تقييـم