الجمعة 2024/3/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 16.95 مئويـة
فوق المعلق ولا عزاء للمستقلين في بلد التحزب
فوق المعلق ولا عزاء للمستقلين في بلد التحزب
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب الدكتور صباح ناهي
النـص :

 

 اردد دوما ًمقولة ( ماساة الانسان أن ينتهي من حيث ابتدأ ) وللاسف هذه الفكرة سيطرت على الحياة العراقية سابقا ولاحقا ، لا افسر ذلك سوى أننا شعب لايعرف مصالحه الحيوية ، التي تكفل حياة ميسرة ترتع بالرفاه والطمأنينة ، وهو أمر ممكن جدا بحكم الامكانيات والموارد المتوفرة ، لكن الشعوب الاخرى التي تحسدنا على مواردنا وموقعنا وثرواتنا قطعا تعيش افضل منا بكثير ، لانها تنعم باثنتين تنقصنا : الامن والصحة وتوظيف الموارد

، واذا كانت الحياة السياسية والفاعلون فيها، غير مكترثين لاوضاع العامة الذين يسمونهم ( الدهماء ) في مجالسهم الضيقة والخاصة ، ولا تحركهم غير مصالحهم الضيقة وحجم ما يدخل بجيوبهم وارصدتهم وارقام البنوك التي تشنف آذانهم ، فان عصر الجماهير الذي نروج له في الاعلام والثقافة وصناعة الراي يبدو خارج لعبة الارقام التي يعرفها غيرنا أكثر منا عن حجوم ما يدخل ويخرج من اموال التي هي مصدر ومحرك السلوك السياسي العام ،

الادارة السياسية للبلاد منذ العهد الجمهوري الاول حتى الان مصابة بامراض عدة ، ابوها الانانية والاضطراب تسيطر عليها عقدة الخوف والترقب والتوجس واحتمالية الانقضاض عليها من العسكر اولا واخيرا او من قوى دولية لاتفرط في مصالحا في العراق ثاني بلد في احتياطي النفط بعد السعودية ، وهذه الثروة ليست هينة في تحديد مصائر الشعوب التي تريد نظاما متوازنا يضمن مصالحها واستمرارية ذلك ،

من هنا فان نوع ونمط الحكم في العراق تحدده ارادة داخلية ودولية معا ، فلابد ان يكون في العراق حاكم قوي يفرض الامن ويوفر مصالح العالم الحيوية ، شئنا أم ابينا ، لكن صدام اراد ان يخالف هذه القاعدة ويفرض نمط حكم يحرر فيه فلسطين ويعيد سبته ومليلة للمغرب وينصب صواريخ في مورتانيا ويعمل مزارع في فيتنام ، وكمبوديا دون ان يدرك او انه يدرك بأن اكثر محافظاته الجنوبية النفطية دون مجاري او ان الناس تاكل الحصرم ،،وهكذا استمر الوضع بعد الاحتلال بمجي معارضين سياسيين ، اتفقوا هناك على قسمة العراق ومحاصصته وتقسيمة على المكونات كي تسهل زعامته بل زعاماته ، وكان فرض النظام البرلماني باسلوب ( محاصصة ) من اول بدايات تفتيت الارادة الوطنية كي مجتمع لايتمكن بمجمله أن يصنع الرفاه لهذا الشعب ، المعذب بسياسيين وسياسات قاصرة،

اخر مطاف الك السياسات فرض نظام الانتخابات على الطريق سانت ليغو التي تُبقي الكتل الكبيرة السائدة وتلغي صعود الكفاءات الفردية الى الابد، بمعنى فكرة ( مستقل ) لا قيمة لها امام هذا النظام الجديد ، بل فرض كتل متوافقة مصلحيا على ادارة البلاد ، وحسب توافقاتها في التعينات والترشيحات والخيارات اللاحقة ، ولا جدوى من اعتراضات المستقلين السبعين الذين صرخوا وتنادوا واستخدموا كل وسائل الاعتراض حتى سمعوا ( چاكوك ) البرلمان الذي يأمر باخراجهم من قبل القوات العسكرية لينهي كل حديث عن الديمقراطية والتراجيدية والسمفونية وليقول الاخرين اننا نحكم مثلما نريد وما عليكم سوى الاصغاء والطاعة لانكم مجرد اصوات قد تشترك او تعرف عن الانتخابات القادمة ،

بح ّ صوت المستقلين وخاب ظنهم مثلما خاب ظن الاخرين ، وذكرى خيبات مرت وأخرى في الطريق !؟

المشـاهدات 176   تاريخ الإضافـة 28/03/2023   رقم المحتوى 17668
أضف تقييـم