‎لعبة الذاكرة" هي قصيدة نثرية، ويمكن اعتبارها قصيدة ترفيهية تحتوي على رسالة متفائلة ومرحة. يعبر  فيها الشاعر او المتكلم عن رغبته في اللعب مع القارئ، وهو يطلب من القارئ او المستمع اللعب معه في لعبة الذاكرة، حيث يتخيل الشاعر نفسه يركض في العشب ويقوم بمفاجأة صديقه برشقة ماء، ثم يقومان بإنشاء مملكة من الطين.

‎تتميز القصيدة بالعديد من الخصائص اللغوية والفنية المميزة، ومن أهمها:

‎1- الاستخدام الدقيق للكلمات: يستخدم الشاعر كلمات بسيطة وواضحة للتعبير عن أفكاره، كما يستخدم الكلمات الملونة والمعبّرة عن الخيال والإبداع.

‎2- الاستخدام الشاعري للتشبيه و الاستعارة: يستخدم الشاعر التشبيه بشكل شائع في القصيدة، مما يجعلها تبدو كقصيدة شعرية.و تساعد الاستعارة والتشبيه على توضيح الصورة الشعرية وتجعلها أكثر قوة وجاذبية للقارئ. على سبيل المثال، وصف الكاتب البكاء بأنه أغنيات، ووصف الصمت بأنه حرائق، ووصف النخلة بأنها تختبئ خلفها الشخص الذي يلعب معه، ووصف الطين بأنه كتلة يمكن استخدامها لإنشاء بيوت وأزقة وأقمار. هذه التشبيهات والاستعارات تضفي على النص الشعري الجمالية والجاذبية.

‎3- التكرار: يتكرر بعض الأساليب والعبارات في القصيدة، مما يجعلها تبدو أكثر تماسكاً وتميزاً.

‎4- استخدام الحروف والصوتيات: يستخدم الشاعر الحروف والصوتيات بشكل جيد في القصيدة، حيث يستخدم الألف والياء والهاء والتاء المربوطة بشكل خاص لإنتاج صوت مميز للقصيدة.

‎5- الإيقاع: يمتلك النص إيقاعاً شعرياً يجعله يتدفق بسلاسة ويبدو جميل المنظر وممتع الاستماع.

‎6- استخدام الشكل الشعري: يمتلك النص شكلاً شعرياً مميزاً، حيث يتميز بالتقطيع والتفصيل.

‎7- - الرمزية:

يعتبر استخدام الرموز من الخصائص الفنية الأساسية في الشعر، ويظهر هذا بوضوح في نص "لعبة الذاكرة". فقد استخدم الكاتب العديد من الرموز الشعرية المعبرة التي تساعد على إيصال المعنى والرسالة بشكل أعمق. على سبيل المثال، وصف الكاتب الدموع بأنها أغنيات، وهذا يعني أن الدموع تتحول إلى موسيقى جميلة تخفف من الألم. علاوة على ذلك، استخدم الشاعر الرمزية في الصور التي وصف بها بناءً على فكرة الذاكرة، حيث قدم صورًا مثل "بيوت" و "أزقة" و "أقمار" و "مملكة" و "جرف الحلم" و "نهاية العالم" و "ميدان" و "خيول وفرسان" و "شوارع" و "دموع" و "حرائق" و "دمى" و "فراشات" و "الطفولة". وجميع هذه الصور تمثل مفاهيم ومعاني متعلقة بفكرة الذاكرة، حيث يتم استخدامها لخلق عالم من الخيال والجمال، وترك انطباعًا قويًا على القارئ.

النص منذ عتبته الاولى وهي العنوان "لعبة الذاكرة"  تظهر جليا مراد الكاتب منذر عبد الحر  في تقديم نصاً شعرياً مميزاً يحمل في طياته مزيجاً من الخصائص اللغوية والفنية التي تجعله يتميز عن النصوص الشعرية الأخرى.

8- لكن الخيال هو العنصر الأساسي في تركيب هذا النص، فهو يمثل القوة الدافعة التي تساعد الكاتب على إنشاء عوالم وشخصيات وأحداث تتميز بالتنوع والإثارة والتشويق. يعد الخيال عاملاً حاسماً في تجربة القارئ للنص، حيث يتم إثارة فضوله واندماجه في العالم الخيالي الذي يصوره الكاتب.

علاوة على ذلك، يساعد الخيال الكاتب على التعبير عن الأفكار والمشاعر بطريقة فنية وإبداعية، وتجسيد الواقع بطريقة تتناسب مع رؤية الكاتب وخياله. فالخيال يمكنه تحويل الأفكار المجردة إلى صور ملموسة وقوية تستطيع الوصول إلى القلوب والعقول.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن الخيال يمثل أداة مهمة في تنمية القدرة الإبداعية لدى الكاتب وتحسين مهاراته الكتابية. فعندما يمارس الكاتب الخيال، فإنه يتمكن من توسيع مداركه الفكرية وتعزيز قدراته الإبداعية، ويتمكن من الخروج عن القيود النمطية والتقليدية التي قد تحد من إبداعه.

وبالنسبة للنصوص الأدبية بشكل عام، فإن الخيال يمثل عنصراً أساسياً في إنشاء عوالم وشخصيات وأحداث ليست موجودة في الواقع، ولكنها تلتقي مع القارئ في العالم الخيالي. ومن خلال هذا العالم الخيالي، يمكن للقارئ أن يتخيل ويشعر بأحداث ومشاعر تختلف تماماً عن تلك التي يشعر بها في الواقع، مما يساعده على الهروب من الروتين اليومي والواقع المحيط به.

وبالنسبة لهذه القصيدة بشكل خاص فلقد استخدم الشاعر الخيال بشكل كبير في قصيدته "لعبة الذاكرة". فبدأ الشاعر بوصف لعبة خيالية يلعبها مع شخص محبوب له، حيث يلعبون لعبة الذاكرة التي تتضمن رمي قطرات الماء على بعضهم البعض والضحك واللعب في الحقول والأزقة.

ثم ينتقل الشاعر إلى استخدام الخيال بشكل أكبر من خلال وصف الأشياء التي يمكن بناءها من كتلة الطين التي يلعبون بها، مثل البيوت والأزقة والأقمار. ومن خلال هذا الوصف الخيالي، يعبر الشاعر عن رغبته في بناء عالم خيالي جديد ليقضي فيه وقتاً ممتعاً مع من يحبهم.

كما استخدم الشاعر الخيال لوصف المشاعر والأحاسيس، حيث وصف دموعهم بأنها أغاني ووصف صمتهم بأنه حرائق، وهذا يشير إلى الطبيعة الغنائية والشاعرية لهذه المشاعر.

بشكل عام، يظهر استخدام الخيال في قصيدة "لعبة الذاكرة" من خلال الوصف الخيالي لعالم يتم بناؤه من الطين والرغبة في بناء عالم جديد، وكذلك من خلال وصف المشاعر والأحاسيس بطريقة شعرية.

وضع الشاعر الخيال في قصيدة "لعبة الذاكرة" بطريقة متميزة حيث استخدم أسلوب الرمزية ليخلق صورًا بديعة ومتفردة. فقد استخدم صورًا مثل "النخلة" و "العشب" و "الماء" ليصور اللعبة التي يلعبها مع من يخاطبها، والتي هي في الواقع لعبة الذاكرة. وباستخدام هذه الصور، تمكن الشاعر من توصيل معانٍ عميقة، وإيصال رسالته بشكل فعال إلى القارئ.

بهذه الطريقة، يمكن القول إن الشاعر وضع الخيال بشكل متميز في قصيدته "لعبة الذاكرة"، واستخدم الرمزية بطريقة جميلة وفعالة لإيصال رسالته والتعبير عن فكرته.