عبدالله نوري الياس

على هذا الجلد الممتد

من عنق السماء

حتى  أمعاء الأرض

من الأرواح الي الأرواح

 ومن الأجساد الي الأجساد

نثرت شعرا.... وأقواس نهر

 ومذاود فجر ويعاسيب 

 وأصوات نواقيس

 خلعت أحزانها

وأرتدت مرايا الكائنات

 غير أني خطوت بلادا

بخرائطها ورؤوسها وعناترها

 ومتاحف أكاليل وحقول

محتشدة باليمامات والرغبات

صباحا أرشف القهوة

وعلى  شجر الزيتون

تلوح العصافير.. برحلة سعيدة

 صوب مرتفعات  الضباب  

وأصوات المرنمين

 تدلي بتغريداتها لشقائق النعمان

يطلقون قلوبهم

لأرض تبتسم  شوقا للمياه

حتى نفضنا عن قمصاننا

غبار الحروب وجيفها وأسمالها

في شوارع المدينة

وأزقتها ومقاهيها

 أنبياء تهرول... وطقوس

موسيقى تشدو وطرقات

أحلام تركض مثل الأرانب

ملوك وأصدقاء شيوخ وصغار

 أرامل وزوجات صبايا وصبيان  يحفرون لوحاتهم في الحيطان

تحلق في السعادات والذهول

وهناك الآلاف

 يعبثون في النفايات

يدور العالم في رأسي

 ورأسي  يعاكس قلقي

المطر شحيح.. يمضي يتيما

يخاف من أفواهنا ونعاسنا

أي مجهول يتربص في أحشائنا

وقميصي مبلل بحكايات قديمة

أي فرح يثقب مقابر الموتى

فينهضون

 من سبات عويلهم الطويل

أبصر الرب يشق نوافذ شجني

يشهق ورائي مثل كرة نور

أي روح تنتفض في الهواء

كاي طير

يحب الحكمة في الطيران

غريب..... ألمح النجم ينادي

 يرتفع من مغارة بسيطة

 ورعاة وأغنام

 وأنفاس...... حيوانات تدفء المكان  

وكسلي عنيد  يتسلق فمي 

 يراوغني

 يود أبتلاعي

يحاول مطاردتي في الغوايات

وأنا  أدفع قلبي بذات الحب

هواء يجر هواء

وغيمة تهتف لغيمة

 وجرح ينطح جرح

وقبلة تشد قبلة

وناقوس يلد ناقوس

 وطاغوت يدفع طاغوت 

وعراء يزئر من رائحة قماماته

خرائب للرعب والغثيان

أصغي وأسئلتي مراعي خضراء

 بريق أغنيات بعيدات

وذاكرتي صليب مطعون

بالسكاكين

أتفرد بكأسي في الأحلام

وأدعيتي شموع تود الاحتراق

أي صباح يرتقي بعذوبته

أية عين تلقي بدمعها في البحر

أي عيد يمر خجلا

 بالورود والصمت والذكريات 

 أية مقبرة تحتفي بشموعها

أية حرب مازال دخانها

عالقا في الاذهان والشحوم

لي بعض أنفاس لا تستريح

لي بعد حروف أرسمها فتطير

وأحاديثنا  منشغلة بالأقاويل

وهؤلاء الصغار منشغلين

بترتيب شجرة الميلاد

ما أبهى حناء المغارة

وتاجها الأنيق

 يلتمع في يديك ايها المجنون بالمواقد والاعترافات

والرعاة يعلقون ألسنتهم

 بوهج الفرح الآتي

هذه المدينة (بغديدا)

 كعادتها تنهض كالعنقاء

 ثانية وثالثة وعاشرة

وحدها تنبض في الضياء

وانا أرسم وجهها

خرائط أرغفة وفيروزات

 وأصوات نايات وطيور

 وأبوابها مفتوحة... للتائهين في

البعيد................ في المنافي والصحارى  والغياب 

 وبعد حقائب سفر

 تلملم سكرها وتستغيث

 تصرخ من وحشتها وتعيط