الأحد 2024/4/28 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 28.95 مئويـة
فوق المعلق ........... - هل يتحول النت الى صديق بديل؟ - متى نرفع لافتة تصفح بأمان !؟
فوق المعلق ........... - هل يتحول النت الى صديق بديل؟ - متى نرفع لافتة تصفح بأمان !؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب الدكتور صباح ناهي
النـص :

 

 

 

هي اشبه بحالة توحد تصيب المجتمعات حالياً ، التي انغمست بفعل إستخدام النت بأسراف ،

الصغار قبل الكبار انهمكوا في عالم "العزلة الالكترونية"  يمارسون من خلالها هواياتهم في المشاركة والتفرج،

عهد جديد من عالم الخوض في مجاهيل الانترنت بظاهرة ليست عراقية بل عالمية الناس كأنهم سكارى في الاستثارة والحث اللحظوي الذي سلبهم متعة النظر لاشياء اخرى كالطبيعة ووجوه الناس من حولهم ، وباتوا ضحايا التحديق المستمر بهذا الجهاز الاعجوبة الذي يلازمهم ليل نهار ويجعلهم خارج مديات الرؤية العينية للطبيعة والحياة او يكادون ذلك

حتى الصداقات الانسانية انقلبت الى علاقات تحاورية عبر النت ،

 لا اقل أن جل الصداقات و العلاقات تجري اليوم عبر الانترنت ،

 فان الكثيرين مازالوا يفضلون التعرف الىالناس لا عن طريق  الاتصالالمواجهي للتقرب اليهمومعرفتهم عن قرب 

وكثيرون يمارسون فنالتعرف على الناس منخلال وسائل الاتصال التقليدية،  ويسمونهم جمهور وسائل الاعلام المختلفة ومازلوا محصنين من لوثة الاقتران المستمر والالتصاق بالموبايل من الذين يناهضون حملة والخضوع لسطوته الاتصالية 

لكن الداخلين في معترك السوشيال ميديا  أنغمسموا  معمستخدميها وتفاعلوا مع أشخاص وكروبات ظنوا  ان العالم كله يقع في سحابة النت تلك التي يتغطى بها او يجول بين عوالمها وأفلاكها !

بل ويظل يتواشج معها في كل دقيقة،

ولقد صار ذلك العالمالذي يتعرف من خلالهعلى الاخر ، وكانها الوسيلة الوحيدة لذلك حتى ادمنوا المثول بين يديه ، دون تمحيص او دراية لاهدافه وما قد يرسب او يؤثر في مدركات المتلقي مستقبلاً او مرسلاً

وإلا لماذا كل هذا الانفاق الملياري عليه وتطويره السريع ؟

الانسان أضحى متفاعلاً بكل جوارحه مع النت بعقدة إلانا في مرآة الاخر، حسب يونك ،

 ، هذا المركب والمعادل الجديد جعل  أغلب الناس يجدون أن  الاخرمتاح،  بل هو بين كفيه يمكنه ان يتحاور معه أنى يشاء ولمن يشاء حينا  او يقفل  الحوار معه ولا يتواصل معه ، أحيانا ً بمزاجية وكوامن دفينة او ظاهرة بهدف أن يرضيه اويشاكسه ، وكأنه بتفاعل و يتامل كل شيفيه ،حتى  صار الاقرب اليه من كل حد أخر حتى أسرته او شريكه ،

لقد تنمّط تفكير الناس ،صار الاخر  يمشي ويجلس وينام ويأكل ويشرب معه ،يداهم كللحظة في  حياته ، حتىوصل الكثيرون دون أحتراز او تمحيص  الى عقد صداقات وحوارات مباشرة لانميز  المحظور من المسموح أوغير المسموح ،

ووصلنا الى مرحلة أن صار الاخر عبر النت  اللصيق لا الصديق ، لان الاخير تحتاج وقتاً لتنظمالعلاقة معه ، اما اللصيق عبر النت فانه الاكثر قرباً وتفاعلاً معالكثيرين  الذين اضحوا ضحايا "ظاهرةالتلاصق " في سحابة النت مع وعبرالسوشيال ميديا ،

نبهّت كمختص لذاك مرات دون ردود افعال تدرك مدى خطورة رفع الكلفة بين الافراد من مستخدمي النت الذين قد وقعوا ضحايا محتملين من دون شك،

واذا كان التفاعل مع عصر النت حالة لابد منها فان منافعها مندون شك كثيرة في الاستعلام والتواصل ،لكن مضارها كبيرة في حال سوء التقدير والتورط مع اناس لديهم مشاريع إستهدافات من تلاصقهم مع بعض الفئات العمرية المتدنية ، ممن بنبهرون بمؤثرات المواد الاتصالية التي تقدمها السوشيال ميديا التي ينغمسون فيها بأمور دون تحصين مسبق لحقيقتها ،

حتى بات الملايين منالبشر  يعانون من اثار هذه الظاهرة ، وهي  تكتسب درجة الانحدار في الاستجابة السلوكية لاأوامر الاخر الذي قد تكون لها جندة او استهدافات بعينها ، حتى وصلنا لظاهرة ضحايا النت ، ان صح التعبير  لمن تورطوا بمنحالثقة او تحاوروا بلا حصانة وادخلوا المستهدفين الشياطين في  خصوصياتهم و احترف استغلالهم ، وتوظيف  عشراتالقصص ، التي ادخلت اصحابها الى السجون او الى المصحات إن لم أفل المقابر ،

التربويون الذين يحذرون من الانغماس في الانترنت يؤشرونخطورته على المراهقين وحديثي العهد به، لانه لا يعي  الحقيقة كاملةبل هناك مهارات الاخفاء والحجب دون المعرفةالحقيقية للمعلومات عنالافراد ونواياهم

 ،فلابد من تدخل طرف ثالث محايد يتمكن منتمييز الرسائل وغربلتهاوتصفية دافعيتها ،

 ، فمن يقوم بذلك غيرالاسرة التي ينبغي ان تقتحم خصوصية النت لأولادهم القصرلمشاركتهم بطبيعة الحوار الذي يتعرضون اليه  معالاخرين قبل ان يطلقواالنار على اجهزة الهاتف

كما فعلت أمراة أمريكية قروية باطلاق النار على موبايلات اولادها الاربعة امام انظارهم وهي تصرخ

" اريد عائلتي معي " وسط ذهول ابنائها وهم يرون أعدام هواتفهم !؟

المشـاهدات 762   تاريخ الإضافـة 25/09/2019   رقم المحتوى 1939
أضف تقييـم