أضيف بواسـطة addustor

  ثمة شاعر عالمي لا أذكر اسمه،لكن أذكر أن قال؛"أُخترعت الأحلام لكي لا نشعر بالضجر أثناء النوم"،مقدمة هكذه تقضي أن نكون أكثر واقعية مما ينوء الشعر على حمله ويسمو بلا حدود وسدود تضع له حدا لتحليقاته وخيالاته وشروده في غالب الأحيان،ربما من هذا الباب قال العرب؛"أجمل الشعر أكذبه"،لذا نرى الاحتماء بنواحي العلم تعويضاً عن"تيهانات"الأحلام وما تضمر، لذا يجب التسليم بحقيقة الفرق ما بين القبول بالأحلام و الإيمان بها،وما بين تفسيرها،هنالك فروق شاسعة و كبيرة ومترامي الاطراف ما بين النهجيّن،وقبل الخوض بالجوانب الملحة والمرتبطة بهذا اللغز النفسي الكبير،ذلك الذي أرهق"سيجموند فرويد"رائد مدرسة التحليل النفسي و عرّابها من إقناع حلقته الضامة لإبرع وأمهر علماء النفس - أنذاك- أبرزهم يونكَ /أدلر/ فروم و أخرون من مجرد القبول بالحلم على إنه ظاهرة نفسية،بشكل مبدئي لحين إيجاد الاختبارات و المقاييس النفسية القادرة على فهم كوامن وفك أسرار وفهم ألغاز ودهاليز عوالمه الفسيحة  المحيّره ألذكى وأدهى المفكرين و الحكماء و العرّافة في شتى حقول معرفة الإنسان،في واحدة من أصبوحات عالم النفس أ.د.قاسم حسين صالح مؤسس ورئيس الجمعيّة النفسية العراقية،جاء يوضّح فيها للذين يسفّهون الأحلام

ببالنص؛"في اصبوحة اليوم عن طلب احدهم تفسير (حلمه)..سفّه بعضهم الأحلام وسخر من الذين يؤمنون بها..وللجميع نوضح ان الأيمان بالأحلام غير تفسيرها. التفسير يكشف لعالم النفس المتخصص بالتحليل النفسي، مؤشرات عن مكبوتات وافكار وشخصية صاحبها،عربيا، يعدّ الكاتب والمحدّث والفقيه محمد بن سيرين البصري (ت 729 م) افضل من تحدث عنها في كتابه (معجم تفسير الاحلام)..فيه تفاسير آلآف الاحلام، اليك مثالا منها:عن خالد بن دينار قال : كنت عند ابن سيرين ،فأتاه رجل فقال له.. يا ابا بكر رأيت في المنام اشرب من بلبلة لها مثقبان، فوجدت احدهما عذبا والاخر ملحا. قال ابن سيرين: اتق الله..لك امرأة وانت تخالف الى اختها!.،ويضيف د.صالح -ايضا- وعالميا، يعدّ كتاب فرويد الضخم(تفسير الأحلام)الصادر عام 1900 هو افضل ما كتب عنها إذ توصل فيه الى نظرية خلاصتها: ان الاحلام عملية يقوم بها اللاشعور لاشباع ما بداخله من دوافع مكبوته" ويختتم تلك الاصبوحة قائلاً؛" ولك ان تطلع على حوارنا معه-"يقصد فرويد"- في كتابنا "فرويد الجنس والحب والدين والفن"ولم ينس أن يكررد.صالح  من أن الإيمان بالأحلام،غير تفسيرها!!،أذن ليس من باب مفتوح - والكلام لنا، طبعاً - غير المرور من هذا الخرم الصغير جدا والقبول به من باب أضعف الإيمان.

Hasanhameed2000@yahoo.com

 

 

 

المشـاهدات 370   تاريخ الإضافـة 24/05/2023 - 23:36   آخـر تحديـث 29/03/2024 - 02:28   رقم المحتوى 21915
جميـع الحقوق محفوظـة
© www.Addustor.com 2016