الأحد 2024/5/19 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 22.95 مئويـة
الشخصية المزاجية والتعامل معها في واقعنا المضطرب
الشخصية المزاجية والتعامل معها في واقعنا المضطرب
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. حسين الانصاري
النـص :

حين يواجه الانسان تحديات  تفوق قدراته يشعر بالمعاناة والصراع المستمر واحيانا باليأس وهذا ينعكس على مجمل سلوكه وادائه لذلك غالبا ما نواجه سواء في العمل او البيت او في الملتقيات الاجتماعية والعلاقات  المختلفة اشخاصا

من ذوي المزاج المتقلب والاراء المتبدلة وهذا  السلوك ينجم عن شخصيات تعاني من شعور متناقض واوهام غير منطقية

فمرة يكون  هذا الشخص في اروع حالة مزاجية حيث يرى الاخرين بمنظور  جميل

وهنا يصبح سلوكه متماشيا مع مزاجه ومتطابقا مع الصورة التي يراها  فيميل الى  التعامل الهادىء  والتفاعل  الايجابي  وتقديم  ما  يمكن ان يجسد  اجمل المشاعر لدى المقابل  وتارة  يتبدل المزاج الى حالة سلبية تجعل منه انسانا يصعب التعامل معه ولا يمكن ان تعلم ماذا يضمر لك من مفاجأت وردود فعل غير  متوقعة ويعزو علماء النفس والمختصين  الى اسباب التغير المزاجي لاسباب عديدة  منها الاضطراب في النوم  والارق وهذا يقود الى  التغير المزاجي وينتح عن ذلك سرعة الانفعال والغضب والاحباط والحزن وكذلك انخفاض السكر بالدم من شأنه ان يتسبب في التغير المزاجي اضافة الى  الاثار الجانبية لبعض الادوية التي تستخدم لمعالجة بعض الحالات المرضية والادوية المثبطة للمناعة ومضادات الاكتئاب  الى جانب تأثير الهرمونات لاسيما  هرمونات الإستروجين والبروجسترون والسيروتونين والكمية  التي ينتجها الجسم وما يحدثه من تقلبات مزاجية ، كما ان الغدة الدرقية بفرط نشاطها او خمولها تتسبب في التقلب المزاجي  وكذلك الخرف والاكثار من مادة الكافيين وما ينجم عنه من تهيج واثارة الدماغ والجسد، يتسم البعض من الاشخاص الذين يعانون من اضطراب النشاط الحركي بذات الحال فمرة تجده  يتمتع بمشاعر من الود والحماس وفجأة ينتقل الى حالة من الغضب والقلق والتشتت في اتخاذ القرار والشعور بعدم الاهتمام بكل ما كان يشكل لديه  نوعا من المتعة والانجذاب والفرح  والسعادة وهذا بالتالي ينعكس على السلوك العام والعلاقات  العاطفية والاعمال اليومية، وبات الكثير يعاني من هذه الظاهرة النفسية والمرضية

لكن كيف علينا ان نتعامل مع هكذا اشخاص لابد ان ندرك افضل الطرق للتعامل مع الشخص المتقلب المزاج وهذا يتوجب ان نلتزم معه بالتعامل الهادىء ونقطع النقاش حين يكون في حالة مزاجية سيئة  او تجنب كل ما يثير غضبه او استفزازه وعدم  تعرضه لما يزيد من انفعاله وتوتره ،وعلينا ان نعرف ان الشخص المزاجي كثير التذمر والملل والشك لذلك يتوجب مساعدته في ادامة

ما يعيد استقرار مزاجه وقد وجد المختصون والباحثون  ان افضل الطرق في ذلك هو محاولة تغير المكان والموضوع والسفر برحلات سياحية والتخلص من الضغوطات والروتين اليومي وتجديد الحالة المزاجية من خلال افكار وموضوعات وصور واماكن جديدة كي تبعد عنه ما علق من ذكريات الماضي  وصوره الكئيبة ، لذلك يقع علينا جميعا ونحن نعيش حالة من ا لمواجهة لتجاوز الازمات وما تركته الاحداث بما فيها الحروب والدمار والازمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي انعكست على نفوسنا وتغيرات مزاجنا  وشعورنا بالاغتراب ان ندرك تفاصيل هذه الاشكالية في مجتمعنا ونحاول ان نتعامل معها بما  يحد من تفاعلها ويخفف اثارها ويعيد التوازن والاستقرار النفسي ويخفف حدة العنف والصراع ونتحول الى حالة من الفهم والتسامح والتجاوز  وتقديم كل ما من شأنه ان يجعل الاخر في مزاج متوازن

وشعور بالاطمئنان والامان والفرح  والتطلع الى مستقبل اجمل

المشـاهدات 363   تاريخ الإضافـة 27/05/2023   رقم المحتوى 22019
أضف تقييـم