
![]() |
محمد حسين كمر والغوص في التراث الموسيقي العراقي |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص : أبو ظبي ـ علاء الخطيب يحتل التراث الموسيقي العراقي مكانةً خاصة في الثقافتين العربية والعراقية ، فجذوره موغلةٌ في القدم ، فمن العصور السومرية والأكدية الى زرياب واسحاق وابراهيم الموصلي وحتى رشيد القندرچي و محمد القبانجي ويوسف عمر الى يومنا هذا ، و من " حرائق نينوى" كأول ملحمة سيمبفونية آشورية حتى أغاني المعابد والطقوس الدينية عند السومريين ، و من القيثارة الى آلة العود، ومن بابل الى بغداد يبقى هذا التراث حياً متوهجاً شفاهياً . لكن هذا التراث الموسيقى الكبير ، لم يمنح مساحةً للتدوين كما يحصل اليوم . ففي معرض ابوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 23 وعلى صالة " انماط الحياة " كان الفنان. محمد حسين گمر يغوص في التراث الموسيقى ليجعله جسراً للتواصل الحضاري بين العراق وشعوب العالم . كانت الامسية مختلفة بكل تفاصيلها، تمحورت حول الاصدار الجديد. للفنان گمر بعنوان " التراث الموسيقي العراقي والتواصل الحضاري " الذي سلط فيه الضوء على تاريخ الموسيقى العراقية وتاريخ المقام العراقي على وجه التحديد، كما استعرض تاريخ آلة " الجوزة " فهي الآلة التي لا تنفك عن موسيقى المقامات العراقية ، لا بل هي عنوانه الرئيس . الكتاب قدم تجارب الفنان محمد حسين الذاتية ، وسعيه الدؤوب في عملية التزاوج الموسيقي بين العراق وبقية دول العالم ، كانت " آلة الجوزة إنموذجاً" . قال گمر : ان أسم الآلة أشتق من ثمرة جوز الهند التي تكون الصندوق الصوتي للالة المفتوح من الطرفين ، والمغطى من الاعلى بجلد السمك القوي ، عارضا ً شكلها على الجمهور وموضحاً وضيفتها و اوتارها ومفاتيحها و الفرسة التي تربط الاوتار.، منوهاً ان هذه الالة صنعت في سنة 350 قبل الميلاد. ومن اطلق عليها هذا الاسم مؤخراً هو الاستاذ شعوبي ابراهيم الذي كان ماهراً في النجارة و صنعها بالشكل الذي بين ايدينا الان . ثم تطرق الى تاريخ المقام العراقي ، قائلاً ان الدارسين يرجحون نظرتين الاولى التي اعتمدها الاستاذ " شعوبي ابراهيم " والتي ترجع تاريخ المقام للعصر العباسي ، حينما كانت بغداد مركز الاشعاع الحضاري للعالم ، وكانت تحوي على عدد كبير من المغنيين والموسيقيين، وهي مدرسة اسحاق وابراهيم الموصلي او تعرف بالمدرسة الكلاسيكية ، وهناك مدرسة اخرى هي مدرسة الخليفة المهدي والد الخليفة هارون الرشيد وهي المدرسة الحديثة او المتحررة . بعد ذلك. جائت مدرسة زرياب وهو تلميذ اسحاق الموصلي الذي طور طرق الغناء . وعن اسلوب قراءة المقام وقواعدها قال الدكتور گمر : ان هناك قواعد وأصول يجب على قارئ المقام ان يلتزم بها ، وقد اطلق عليها. القواعد الخمسة . اولها «التحرير »وهي بداية الغناء ، ومن ثم «القطع و الأوصال» وهي المسارات النغمية المختلفة والتي تظهر امكانية القارى وقدرته على الاداء ، ثم « الجلسة » وهي الانتقال بين الطبقات الصوتية للتهيؤ للدخول الى « الميانات» وهي الغناء بالطبقات العالية وفق مسارات نغمية مختلفة ، ثم القاعدة الاخيرة وهي التسليم للانتهاء من المقام والدخول في غناء "البسته" البغدادية التي عادة ما يغنيها مع القارئ فرقة " الچالغي " البغدادي وكلمة الچالغي هي تركية وتعني جماعة الغناء ، وهي بمثابة استراحة للمغني . الفنان گمر ذكر انه عمل على نشر هذا التراث ، من خلال المشاركات العالمية التي بلغت أكثر من 250. مشاركة مع الفنان حسين الاعظمي، و سجل هذا اللون من الغناء التراثي ضمن قائمة اليونسكو كتراث عالمي . وبين الدكتور گمر التنوع الموسيقى في العراق من شماله الى جنوبه طارحاً امثلة حية من خلال العزف على الة الجوزة . استمتع الجمهور بالندوة ، انتهت ولكن الشغف بالتراث العراقي لم ينتهي عند من حضروا الندوة .
|
المشـاهدات 301 تاريخ الإضافـة 27/05/2023 رقم المحتوى 22025 |