السبت 2024/4/27 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 25.95 مئويـة
‎محمد حسين كمر والغوص في التراث الموسيقي العراقي
‎محمد حسين كمر والغوص في التراث الموسيقي العراقي
الأخيرة
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

أبو ظبي ـ علاء الخطيب 

يحتل التراث الموسيقي العراقي مكانةً  خاصة في الثقافتين العربية والعراقية ، فجذوره موغلةٌ  في القدم ، فمن العصور السومرية والأكدية الى زرياب واسحاق وابراهيم  الموصلي وحتى رشيد القندرچي و محمد القبانجي ويوسف عمر الى  يومنا هذا  ،  و من " حرائق نينوى"  كأول ملحمة سيمبفونية آشورية حتى  أغاني المعابد والطقوس الدينية عند السومريين ، و من القيثارة الى  آلة العود، ومن بابل الى بغداد يبقى هذا التراث حياً متوهجاً شفاهياً . لكن هذا التراث الموسيقى الكبير ، لم يمنح مساحةً للتدوين كما يحصل اليوم . ففي معرض ابوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 23  وعلى صالة " انماط الحياة "  كان الفنان. محمد حسين گمر  يغوص في  التراث الموسيقى  ليجعله جسراً للتواصل الحضاري بين العراق وشعوب العالم . كانت الامسية مختلفة  بكل تفاصيلها، تمحورت حول الاصدار الجديد. للفنان گمر  بعنوان " التراث الموسيقي العراقي والتواصل الحضاري "  الذي سلط فيه الضوء على تاريخ الموسيقى العراقية وتاريخ المقام العراقي على وجه التحديد، كما استعرض تاريخ آلة " الجوزة " فهي الآلة التي لا تنفك عن موسيقى المقامات العراقية ، لا بل هي عنوانه الرئيس .  الكتاب قدم تجارب الفنان محمد حسين  الذاتية ، وسعيه الدؤوب  في عملية التزاوج الموسيقي بين العراق وبقية دول العالم ،  كانت " آلة الجوزة إنموذجاً" .  قال گمر :  ان أسم الآلة أشتق من  ثمرة جوز الهند  التي تكون الصندوق  الصوتي للالة المفتوح من الطرفين ،  والمغطى من الاعلى بجلد السمك  القوي ، عارضا ً شكلها على الجمهور  وموضحاً وضيفتها و اوتارها ومفاتيحها  و الفرسة  التي تربط الاوتار.، منوهاً ان  هذه الالة  صنعت في سنة 350 قبل الميلاد. ومن اطلق عليها هذا الاسم مؤخراً  هو الاستاذ شعوبي  ابراهيم الذي كان ماهراً في النجارة و صنعها بالشكل الذي بين ايدينا الان  .  ثم تطرق الى تاريخ  المقام العراقي ، قائلاً  ان الدارسين يرجحون نظرتين الاولى  التي اعتمدها الاستاذ " شعوبي ابراهيم " والتي ترجع تاريخ المقام للعصر العباسي ،  حينما كانت بغداد مركز الاشعاع الحضاري للعالم ، وكانت تحوي على عدد كبير من المغنيين والموسيقيين، وهي مدرسة اسحاق وابراهيم الموصلي او تعرف بالمدرسة الكلاسيكية ، وهناك مدرسة اخرى  هي مدرسة الخليفة المهدي والد الخليفة هارون الرشيد  وهي المدرسة الحديثة او المتحررة . بعد ذلك. جائت مدرسة زرياب  وهو تلميذ اسحاق الموصلي الذي طور  طرق الغناء .  وعن اسلوب قراءة المقام وقواعدها قال الدكتور گمر : ان هناك قواعد وأصول  يجب على قارئ المقام ان يلتزم بها ، وقد اطلق عليها. القواعد الخمسة .  اولها «التحرير »وهي بداية الغناء ، ومن ثم «القطع و الأوصال»  وهي المسارات النغمية المختلفة والتي تظهر امكانية القارى وقدرته على الاداء ، ثم « الجلسة »  وهي الانتقال بين الطبقات  الصوتية للتهيؤ للدخول  الى « الميانات» وهي الغناء بالطبقات العالية  وفق مسارات نغمية مختلفة ، ثم القاعدة الاخيرة وهي التسليم للانتهاء من المقام والدخول في غناء "البسته" البغدادية التي عادة ما يغنيها مع القارئ  فرقة " الچالغي " البغدادي وكلمة الچالغي هي تركية وتعني جماعة الغناء ، وهي بمثابة استراحة للمغني .  الفنان گمر ذكر انه عمل على نشر هذا التراث  ، من خلال المشاركات العالمية التي بلغت أكثر من 250. مشاركة مع الفنان حسين الاعظمي، و سجل هذا اللون من الغناء التراثي ضمن قائمة اليونسكو كتراث عالمي .  وبين  الدكتور گمر التنوع الموسيقى في العراق  من شماله الى جنوبه طارحاً امثلة حية من خلال العزف على الة الجوزة . استمتع الجمهور بالندوة ، انتهت ولكن الشغف  بالتراث العراقي لم ينتهي عند من حضروا الندوة .

 

 

 

 

المشـاهدات 205   تاريخ الإضافـة 27/05/2023   رقم المحتوى 22025
أضف تقييـم