الجمعة 2024/3/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 25.95 مئويـة
تقلّب المزاج وفوضى السلوك في المجتمع
تقلّب المزاج وفوضى السلوك في المجتمع
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب سلام محمد البناي أديب وصحفي
النـص :

يتعرّض المزاج العام للمجتمع  العراقي ، الى تقلبات مؤسفة ‏، يتمثل بعضها  بالتراخي و عدم الحرص على ديمومة وحيوية العلاقات الاجتماعية بشكلٍ عام ، والروابط داخل الأسرة الواحدة بصورة خاصة، وقد أدى ذلك إلى إنتاج  عوالم خاصة بين الازواج والابناء، عوالم معزولة لها خصوصياتها وأسرارها ، حتى وصل الأمر لدى – البعض - حد التعالي على الكثير من ثوابت التواصل بين الافراد ، وأصبحنا نستمع إلى شكاوي كثيرة والى امتعاض واضح من بعض السلوكيات المرفوضة اجتماعيا ،والتي هيمنت على بعض مرافق الحياة اليومية . وهذه السلوكيات لم تحصل بشكل مفاجيء بل جاءت تدريجيا مع ما يحصل من تقلبات  على المستوى السياسي والاقتصادي ، وأيضا بتأثير الثقافات الجديدة ، الواردة عبر وسائل التكنلوجيا الحديثة التي أحدثت فوضى وعشوائية في استخدامها ، إذ لم يتم استثمارها ايجابيا في مجالات عديدة ذات نفعٍ وفائدة للأفراد والمجتمعات . ‏فالحروب وتداعياتها والمشكلات الاقتصادية والتكنولوجيا الحديثة كما ذكرنا ، قد غيّرت الكثير من المفاهيم ، وافرزت ثقافات وسلوكيات جديدة ليس هناك من له القدرة على مجابهتها؛ فهل العيب في النظام السياسي وغياب القوانين الضابطة لايقاع الحياة ، ام  بسبب  التحول الفكري الذي  أصاب المنظومة الاجتماعية والذي أفرزته العولمة والتطورات الهائلة في الصناعات الإلكترونية ؟ أم أن هناك قصورا في تطبيق القانون ، وخللا في الوازع الديني ؟ أم بسبب محدودية التفكير و تفشي الأميّة بين الأفراد وعدم استيعابهم لتطورات الحياة . ام نتيجة لضعف الموجه الحقيقي والتراخي الأسري في الرعاية والتوجيه ؟أعتقد أن مفتاح التغيير لصناعة مجتمع يواكب تطورات العصر والانفتاح على الثقافات الأخرى وبذات الوقت يلتزم  بالعادات والتقاليد والمعتقدات السائدة ، والأخذ بنظر الاعتبار طبيعة المجتمع ، تكمن في تأمين مستلزمات العيش الكريم ، واعطاء مساحة لحرية التعبير وتوفير فرص العمل للشباب وإشاعة ثقافة الجمال عبر الاهتمام بالمنتديات الثقافية ، والرياضية، ورفد التعليم بمقومات النجاح ، وفوق كل ذلك تأسيس بنية سياسية لدولة حديثة على وفق هوية وطنية تهتم بالمواطن بصرف النظر عن الهويات الفرعية ، وعند الوصول إلى هذا الفهم ، مع التأسيس الحقيقي للديمقراطية سنبني مجتمعا مُعززا بمزاج نفسي  تسوده سلوكيات وقيم  يرتقي عبرها  بتعاملاته اليومية الى قمة النجاح والسعادة ، وبعكس ذلك فإن التردي سيلازم حركة المجتمع وسنواجه انتكاسات كثيرة تصيب الوعي العام بالصميم مما يؤدي إلى فوضى سلوكية غير محمودة كونها ستنتج ثقافات شاذة تقضي على مستقبل البلاد والعباد .

 

 

المشـاهدات 234   تاريخ الإضافـة 31/05/2023   رقم المحتوى 22466
أضف تقييـم