الأحد 2025/5/11 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 35.95 مئويـة
نيوز بار
تقلّب المزاج وفوضى السلوك في المجتمع
تقلّب المزاج وفوضى السلوك في المجتمع
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب سلام محمد البناي أديب وصحفي
النـص :

يتعرّض المزاج العام للمجتمع  العراقي ، الى تقلبات مؤسفة ‏، يتمثل بعضها  بالتراخي و عدم الحرص على ديمومة وحيوية العلاقات الاجتماعية بشكلٍ عام ، والروابط داخل الأسرة الواحدة بصورة خاصة، وقد أدى ذلك إلى إنتاج  عوالم خاصة بين الازواج والابناء، عوالم معزولة لها خصوصياتها وأسرارها ، حتى وصل الأمر لدى – البعض - حد التعالي على الكثير من ثوابت التواصل بين الافراد ، وأصبحنا نستمع إلى شكاوي كثيرة والى امتعاض واضح من بعض السلوكيات المرفوضة اجتماعيا ،والتي هيمنت على بعض مرافق الحياة اليومية . وهذه السلوكيات لم تحصل بشكل مفاجيء بل جاءت تدريجيا مع ما يحصل من تقلبات  على المستوى السياسي والاقتصادي ، وأيضا بتأثير الثقافات الجديدة ، الواردة عبر وسائل التكنلوجيا الحديثة التي أحدثت فوضى وعشوائية في استخدامها ، إذ لم يتم استثمارها ايجابيا في مجالات عديدة ذات نفعٍ وفائدة للأفراد والمجتمعات . ‏فالحروب وتداعياتها والمشكلات الاقتصادية والتكنولوجيا الحديثة كما ذكرنا ، قد غيّرت الكثير من المفاهيم ، وافرزت ثقافات وسلوكيات جديدة ليس هناك من له القدرة على مجابهتها؛ فهل العيب في النظام السياسي وغياب القوانين الضابطة لايقاع الحياة ، ام  بسبب  التحول الفكري الذي  أصاب المنظومة الاجتماعية والذي أفرزته العولمة والتطورات الهائلة في الصناعات الإلكترونية ؟ أم أن هناك قصورا في تطبيق القانون ، وخللا في الوازع الديني ؟ أم بسبب محدودية التفكير و تفشي الأميّة بين الأفراد وعدم استيعابهم لتطورات الحياة . ام نتيجة لضعف الموجه الحقيقي والتراخي الأسري في الرعاية والتوجيه ؟أعتقد أن مفتاح التغيير لصناعة مجتمع يواكب تطورات العصر والانفتاح على الثقافات الأخرى وبذات الوقت يلتزم  بالعادات والتقاليد والمعتقدات السائدة ، والأخذ بنظر الاعتبار طبيعة المجتمع ، تكمن في تأمين مستلزمات العيش الكريم ، واعطاء مساحة لحرية التعبير وتوفير فرص العمل للشباب وإشاعة ثقافة الجمال عبر الاهتمام بالمنتديات الثقافية ، والرياضية، ورفد التعليم بمقومات النجاح ، وفوق كل ذلك تأسيس بنية سياسية لدولة حديثة على وفق هوية وطنية تهتم بالمواطن بصرف النظر عن الهويات الفرعية ، وعند الوصول إلى هذا الفهم ، مع التأسيس الحقيقي للديمقراطية سنبني مجتمعا مُعززا بمزاج نفسي  تسوده سلوكيات وقيم  يرتقي عبرها  بتعاملاته اليومية الى قمة النجاح والسعادة ، وبعكس ذلك فإن التردي سيلازم حركة المجتمع وسنواجه انتكاسات كثيرة تصيب الوعي العام بالصميم مما يؤدي إلى فوضى سلوكية غير محمودة كونها ستنتج ثقافات شاذة تقضي على مستقبل البلاد والعباد .

 

 

المشـاهدات 348   تاريخ الإضافـة 31/05/2023   رقم المحتوى 22466
أضف تقييـم