السبت 2024/4/27 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 23.95 مئويـة
سلطان الخطيب.. الموسيقى في غرفة الإنعاش
سلطان الخطيب.. الموسيقى في غرفة الإنعاش
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب حسن عبد الحميد
النـص :

دعوني أعيد ترتيب عنوان محاضرة المايسترو وعازف البيانو الشهير"سلطان الخطيب" تلك التي دعاه إليها الصالون الثقافي في لوس أنجلس، حين حدّد موعدها عبر لقاء الزووم يوم الأحد الثامن والعشرين من مايس- ايار بحسب توقيت بغداد التاسعة مساءً/ لوس أنجلس الحادية عشر صباحا/ ولندن السابعة مساءً، وفق ما ورد في بطاقة الدعوة الخاصة بها، والتي جاءت، كما ارتأى واقترح "د. سلطان"، على هيئة سؤال هو: "هل خرجت الموسيقى الكلاسيكيّة في العراق من غرفة الإنعاش؟"، عنوان كبير وشائك، علنا نجد فرصة أسنح ومساحة أوسع من مساحة هذا المقال بغية تناول وتعضيد ما شاء لـ "سلطان" أن تناوله في ممكنات ما طرح وأشار واقترح متحدثاً بوثوب بالغ الأثر والروعة والحسرة عن كيف كان ملوك سومر الأقدمون يرتدون الأقراط ذات الرنين الموسيقي في اجتماعاتهم العامة، وكيف يغيّرونها بحسب طبيعة اللقاء ونوعية المناسبة، مُذكرّاً بأن لرنينها لغةٌ كان يدركها سكان وأهالي تلك الحضارة التي تُعد الأولى في العالم.
كما وعرج "الخطيب" على حقيقة النهضة الموسيقية الحديثة التي شهدها العراق إبّان نهاية خمسينات القرن الفائت، وصولاً إلى أوج ما وصل التركيز والاهتمام عبر تأسيس الفرقة السيمفونية الوطنية العراقية في عام 1968، والتي تعدّ الوحيدة في الوطن العربي، إلى جنب مدرسة الموسيقى والباليه، وكيف شاء لهذه الخطوات الجوهرية أن تسهم في إشاعة الثقافة الموسيقية عندنا في العراق.كثيرة هي الأدلة والأسانيد والتعزيزات التي استنار بها الخطيب حول حال وأحوال واقع هذا الفن الراقي في تنمية وتهذيب الذوق وتشذيب الذائقة وتنقية الوجدان وتنسيق الأحاسيس وتعميق صدق المشاعر. أجدني هنا، وقبل أن أكمل ما نويت الكتابة والتنويه عن أهمية عمق هذه المحاضرة الكبيرة والأثيرة، بأن أُثير وأُذكّر صديقي وأخي "سلطان" بجملة أحاديث ومحاور وسجالات ونقاشات كنا نتداولها منذ سنوات خلت حول أهمية الفنون/ موسيقى/ تشكيل/ عمارة/ نحت في صناعة وإدامة روح الحياة وتجديد أنساغ الحضارات مستنيرين ومتخذين من براعة وعمق مذكرات الكاتب النمساوي الأصل "ستيفان زفايج" الحاملة لعنوان "عالم الأمس" دليلاً عما أصاب مفاصل الحياة من شلل وتيّبس جراء دخول النازيّة الهتلريّة لبلدهم عبر ما جرى من ممارسات أجهضت دور الفن، الموسيقي بالأخص وبالدرجة الأساس، وكيف انسحب كل ذلك على عموم تلك المفاصل.لم يفت "الخطيب سلطان" أن يتلّمس مجسات ما عانته الموسيقى في العراق من تصدّع جرّاء آثار الحصار الظالم الذي أكل الأخضر واليابس، فيما بقي البعض مصرّا على تواصل الإبداع رغم قسوة الظروف، ثم تطرّق لموضوع كيف كان للموسيقى فعل أثرها على نواحي التسامح الديني التي كانت جسراً ما بين الطوائف والأديان في عموم العراق، فكثير من المسلمين برعوا يعزفون في دور العبادة المسيحية، وظل التواصل رغم هجرة الكفاءات والمواهب إلى الخارج بسبب العديد من الظروف الصعبة والقاسية.أملي أن أواصل وأتواصل مع خطوات ونتائج ما ناقشته هذه المحاضرة بكل معانيها وصدقيات دلالها في مناخ آخر عسى أن يفي ببعض ما جاء في حثيثات معلومات ومعماريات أفكار وتطلعات "سلطان" الباحث الكبير.. اذا أراد الله.

Hasanhameed2000@yahoo.com

 

 

المشـاهدات 196   تاريخ الإضافـة 31/05/2023   رقم المحتوى 22469
أضف تقييـم