اعداد نجلاء الشمري .

يعتبر مسجد ( ابو دلف ) من اهم واكبر المعالم التاريخية من حيث البناء والعمارة التي ميزته عن غيره . ويعرف المسجد باسم " المتوكلية " نسبه الى المدينة ( المتوكلية ) .ويذكر المؤرخ البلاذري ان الخليفه ( المتوكل على الله ) بنى المدينة عام ( 246 هجرية ) اسماها المتوكلية ويقع المسجد في سامراء ،اما عن تسميت المسجد   التي اطلقت عليه متأخرا بأسم ابي دلف ترجع هذه التسميه لشخص ابو دلف الذي له شهرة واسعة وهو من مدينة سامراء واسمه الحقيقي " القاسم بن عيسى بن ادريس بن معقل العجلي " وهو من كبار رجال الدولة العباسية وقادتها بزمن الخليفة "هارون الرشيد" .

كان بناء المسجد على شكل مستطيل وفي الوسط يوجد صحن مكشوف وبه اربع اروقه واكبر هذه الاروقه هو رواق القبلة ويعتبر هذا المسجد الاكبر من حيث المساحة التي تبلغ ( 46800 م )واضيف للمسجد مأذنه حلزونية خارج السور وتعرف بالملوية وتقع في الناحيه الشمالية وهي اول الاضافات للمسجد وتم اضافتها بالعهود التالية حيث تميزت بتصميم حلزوني فريد من نوعه لم تشهدهه العمارة الاسلامية مسبقا. يبعد المسجد عن المدينة مسافة ( 15 ) كيلو متر بمحافظة صلاح الدين .تم وضع اسم المدينة على النقود والدراهم في ذلك الوقت عام ( 247 هجرية ) وتعتبر هذه النقود الاجمل والاروع ومميزة بوقتها ، كانت المدينة المتوكلية من افخم اعمال الخليفة المتوكل على الله من حيث تخطيطها لان الخليفة هو من خطط لها بنفسه . وكان حلمه ان يبنى مدينة ذات شوارع واسعة ومستقيمة وبها قصور فخمة وحدائق وساحات واسعة تشتمل على الاشجار من اجل ان تكون كمتنزهات للمواطنين وجعل اسمها المتوكلية نسبةٍ له حتى يخلد اسمه  في التاريخ . ومن ذكائه انه اختار لها المكان الذي بنيت عليه الان ويقع بين مدينة تكريت وسامراء على بعد ( 20 ) كيلو متر عن سامراء واستعان الخليفة بعدد كبير من المهندسين ومبلغ مالي كبير يكفي للبناء وبداء العمل على قدم وساق من اجل ان تنجز المدينة باسرع وقت وبدأ المهندسون بتخطيط المدينة وكانت على شكل ثلاث اقسام وكل واحد منهم مخصص لمجموعه من الناس كان القسم الاخير لعموم الناس وسمي بقسم العربان والثاني للقادة وحاشيتهم فكان كل قائد له قصره الخاص والثالث والذين كان بمكان. مخصص للخليفة وحاشيته ودواوين الدولة وكل مايخصها.

لكن هذا المكان الحضاري والاثري لم يستخدم سياحيا كما هو مطلوب اسوه بغير من الاماكن السياحية والاثرية .